الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا
أما بعد:
اخوانى واخواتى ،
وكما تعودت معكم على ان يكون لى معكم لقاء نتدارس فيه امور ديننا الحنيف فها نحن نلتقى مجددا لنتدارس موضوع هو من الاهمية بمكان انه موضوع كيف نأمر بمعروف وننهى عن منكر
اخوانى واخواتى :
يقول الحق سبحانه : " ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروفوينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " . اعلموا بارك الله فيكم أن للأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر مكانة عظيمة في الأسلام وما ارسل الله الرسل وما بعث النبيين الا لتكون مهمتهم الاساسية هى الدعوة الى الله تعالى بالحق ، والدعوة الى عبادة الله وحده وترك الشرك والشركاء ، ثم الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وهوالذي لأجله أنزلت الكتب والامر بالمعروف والنهى عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين ولو طوي بساطة لاضمحلت الديانةوظهر الفساد ، وخربت البلاد . ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، سبيل النجاةللمجتمع في الدارين الدنيا والاخرة ، وذلك أنه متي ترك العمل به ، تفشى بين الناس المنكر وعمهم الفساد ،وقل بينهم المعروف واندرس ، فيهلك الناس في دينهم ودنياهم : ولهذا يقول – النبى صلي الله عليهوسلم كما في رواية الصحيح عن النعمان ابن البشير – رضي الله عنه – قال : " مثل القائم علىحدود الله والواقع فيها ، كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهمأسفلها فكان الذين في أسفلها إذا أستقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أناخرقنا في نصيبا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا ، فإن تركوهم وما أرداوا هلكوا جميعاً وإنأخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً " . ثم اذا تأملنا قليلا لوجدنا ان معيار خيرية الامة الاسلامية ، وتفضيلها على سائر الامم انما كان لتمسكهم بمنهج الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ، أننا بالأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر خير أمة أخرجت للناس كما قال تعالي " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرونبالمعروف وتنهون عن المنكر " . وقد أثني الله عز وجل – على المؤمنين والمؤمناتالذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فقال ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياءبعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} . ولقد ذم الذي كفروا من بني إسرائيلولعنهم على لسان داود وعيسي ابن مريم ؛ ذلك لأنهم تركوا الأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر ، قال تعالى : " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسي ابنمريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا ينتاهون عن المنكر فعلوه لبئس ماكانوايفعلون " . ولهذا كان لزاماً على الناس أن يتبينوا هذا الأمر العظيم في الدين لئلايتهاونوا فيه أو يتركوه فيستحقون اللعن كما لعن الذين كفروا من بني إسرائيل إذاضيعوه ولهذا قال – صلي الله عليه وسلم – بعد ما قرأ آية المائدة التي ذكرت لعنالذين كفروا من بني إسرائيل : - " كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكرولتأخذن على يداي الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً . ولتقصرنه على الحق قصراً ، أوليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، ثم للعنكم كما لعنهم " . ولكنه في زماننا هذاقام بعض الناس الذين تحملهم الغيرة على الدين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن بغير فقه ولا دراية بشروطه ولا آدابه ولا درجاته وصاروا ينكرون في مسائل خلافيةقد اختلف فيها العلماء سلفاً وخلفاً شرقاً وغرباً من غير نكير على أحد منهم – ولكنهؤلاء الناس قد أوقعوا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم الفتن والتدابر والتهاجروصاروا يوالون ويعادون على مثل هذه المسائل التي هي من فروع الدين الخلافية التي لانص فيها وبل ربما لم ينكروا فقط ، بل بدعوا ، أو كفروا أو فسقوا بها ، فقد نرى البعض منهم يبدع وينكر حتى على من تسمى بمذهب كقوله : مالكي ، أو شافعي ، أو شافعي ،أو حنبلي ويدعوا إلي اللامذهبين ، وقد نرى من ينكر على من ترك بعض السنن الخفيفة التيوردت عن النبى صلى الله عليه وسلم – تركها وقد نرى من ينكر على من صلى بلا سترة أو من تسبحبسبحة أو من دعا بعدالصلاة . فتباً للجهل والتعصب والعمل بلا علم والتجرء علىأولياء الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – ورميهم بالبدعة والكفر أفلا سألوا حينجهلوا فإنما دواء العي السؤال
وهنا اردت ان احدثكم عن" حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المسائلالخلافية الاجتهادية " وذلك رغبة مني في نصح هؤلاء القوم الذين يحكمون على افعال الناس واعمالهم بغير علم
اخوانى واخواتى : اننا ان اردنا تغيير المنكر فى مجتمعاتنا فلابد لنا وان نتوقف قليلا حتى نعلم المنهج الصحيح فى تغيير المنكر ، وحتى لانبنى احكاما على غير علم منا
واعيد عليكم قول الله تعالى : كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله
فيا خير امة اخرجت للناس تعالوا لنتعلم المنهج الصحيح فى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر
ولكن كيف نغير المنكر
للنهي عن المنكر مراتب وطرق بينها صلى الله عليه وسلم في قوله "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانِه، فإن لم يستطع فبقلبِه وذلك أضعفُ الإيمان" (رواه مسلم). والظاهر من هذا الحديث أن أعظم هذه المراتب التغيير باليد لأنه ينتهي إلى تغيير عملي، لذلك جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث أول هذه المراتب، وعبر عن المرتبة المقابلة له بأنها أضعف الإيمان، ما يدل على أن التغيير باليد أقوى الإيمان.
لكن تجدر الإشارة هنا إلى بعض الشروط والضوابط المهمة التي ينبغي مراعاتها، حتى يكون التغيير موافقا للشرع، وحتى يؤتي ثماره في المجتمع، ويحقق الفضل لفاعله في الدنيا والآخرة.
فتغيير المنكر باليد لا يعني استخدام السلطة والقوة والعقاب في التغيير، بل يتعدى ذلك ليشمل إزالة المنكر فعلا، وهذا المعنى الأصلي المتبادر للذهن من قوله صلى الله عليه وسلم(فليغيره بيده)، بمعنى أن المسلم إن رأى مثلا أذى في طريق الناس كمن رمى بمخلفات بيته فى الطريق العام مثلا او وضع فى الطريق ما يعوق حركة الناس فليس تغيير المنكر هنا مقصورا على عقاب من يضع هذا الأذى، بل يشمل بجانب ذلك إزالة هذا الأذى من طريق الناس. وأهمية هذا التفريق تظهر عندما لا يكون لمن يريد تغيير المنكر سلطة إقامة العقاب على فاعله، عندها لن يسقط عنه واجب تغيير المنكر بالكلية بل يبقى عليه واجب إزالة هذا المنكر من طريق الناس إن أمكنه ذلك. أما إن كان من يريد تغيير المنكر صاحب سلطة على فاعله فليس تغيير المنكر بالنسبة له مقصورا على إزالته بل يتعدى هذا ليشمل إقامة العقوبة على فاعله.
ومن قواعد تغيير المنكر باليد أنه لا يكون إلا لصاحب مسؤولية، وذلك يشمل المسؤولية العامة كمسؤولية رئيس الدولة على أهلها، ومسؤولية ولاته ومحافظيه كل في حدود مسؤوليته، ويشمل ايضا المسؤولية الخاصة كمسؤولية رب الأسرة على أسرته والزوج على زوجته، قال صلى الله عليه وسلم: "كُلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله، وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته"(رواه مسلم). وهذه قاعدة عامة في التغيير باليد إن قصد منه إيقاع العقاب، أما إن قصد منه التغيير بمعنى إزالة المنكر فقد يقتصر على من له ولاية، وقد يتعدى ليشمل من ليس له ولاية، مثلا: إن رأى المسلم في مجتمعه من يبيع سلعة محرمة فليس له أن يتلفها بنفسه، لأن ذلك سيؤدي إلى نزاع بين صاحب المنكر ومن يريد تغييره، وهذا سيؤدي إلى فوضى في القيام على تطبيق القوانين، لذا فليس لمن يريد هنا تغيير المنكر إلا أن ينصح فاعله ويحثه على تركه فإن أبى فليس له إلا أن يرفع أمره ويشتكي عليه للجهات المختصة التى من سلطتها تغيير المنكر باليد وبقوة القانون ، وهذا بحد ذاته مرتبة من مراتب تغيير يحقق المسلم فيها دوره ويعفي نفسه من المسؤولية عن المنكر.
لكن هناك حالات يمكن فيها لمن ليس له مسؤولية على صاحب المنكر أن يزيله بيده منها: أن لا ينازع صاحب المنكر في إبقاء المنكر أو أن يكون صاحب المنكر غير معروف ، عندها يجب على المسلم أن يزيل المنكر بيده، لأن إزالته لن تؤدي لنزاع بينه وبين صاحب هذا المنكر،
ومن القواعد كذلك أن التغيير باليد لا يكون إلا في أمر متفق على إنكاره، أما إن كان مما اختلف العلماء فيه بين من يرى حرمته، ومن يرى غير ذلك فلا يعدّ من المنكرات التي يجب تغييرها، وعندها ليس لمن يرى حرمة ذلك أن يباشر تغييره إلا بعد أن يبين لصاحبه حرمته، فإن لم يقتنع الفاعل برأي من يرى أنه منكر فليس له أن يباشر تغييره بيده، وهذه نقطة خلاف توقع في كثير من الأحيان النزاع بين التيارات الإسلامية، ولو أدرك أحدهم أن ما يراه منكرا قد لا يكون منكرا عند غيره من المسلمين فإنه لو علم ذلك لما وقع النزاع.
ومن القواعد كذلك أن لا يباشر من يريد تغيير المنكر باليد تغييره وإيقاع العقاب على فاعله إلا بعد أن يعرفه بالمنكر، ويبين له الأدلة الشرعية على ذلك ويبين له العقاب المترتب عليه والأثر السيئ الذي يعود عليه وعلى مجتمعه، كل ذلك بالوعظ اللين والترغيب، وفي هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أدب تغيير المنكر واللين في التعريف به الترهيب منه قصص كثيرة، منها ما رواه أنس بن مالك فقال: "بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَهْ مَهْ. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُزْرِمُوه. دعوه)، فتركوه حتى بال. ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه، فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن)، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: (فأمر رجلا من القوم، فجاء بدلو من ماء فشَنَّه عليه). وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه عندما زجروا الأعرابي: "فإنما بعثتم مُيسّرين، ولم تُبعثوا مُعسّرين"، وفي روايات أن الأعرابي قال بعد أن وصف الحادثة: "فقام إلي النبى وقال -بأبي وأمي- فلم يؤنّب ولم يَسُب".
ومن ذلك: "إن فتىً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي في الزنا. فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مَهْ، مَهْ. فقال: (أدنه)، فدنا منه قريبا، قال: فجلس، قالأتحبه لأمك؟) قال: لا، والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم). قالأتحبه لابنتك؟) قال: لا، والله، يا رسول الله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس يحبونه لبناتهم). قال: (أتحبه لأختك؟) قال: لا، والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس يحبونه لأخواتهم). قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا، والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس يحبونه لعماتهم). قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا، والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس يحبونه لخالاتهم). قال: فوضع يده عليه، وقالاللهم اغفر ذنبه، وطهَّر قلبه، وحصَّن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلفت إلى شيء.
فإن لم يستجب فلمن يريد التغيير أن يسلك مسلك الترهيب والتخويف، بالسلطة والمسؤولية إن كان له سلطة، أو التخويف بإبلاغ من له السلطة والمسؤولية إن لم يكن من أصحابها.
هذا هو التغيير للمنكر باليد ومنهج الاسلام فيه فمن حاد او ابتعد عن ذلك فليعلم انه على خطأ وعليه ان يصحح من فكره ومنهجه
ثم التغيير باللسان انما يكون بالوعظ والارشاد والقول الحسن مع عدم الغلظة فى اللفظ وليتأمل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نبى الله وخير البشر ومع ذلك نرى الحق سبحانه يقول له : ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وقد امتثل الرسول الكريم لامر ربه فكان من ارحم الناس بالناس حتى زكاه ربه وقال له وانك لعلى خلق عظيم
وكذلك نرى الحق سبحانه قد قال لحبيبه : فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
فتأويل الكلام : فبرحمة الله ، يامحمد ،ورأفته بك وبمن آمن بك من أصحابك"لنت لهم" ، لاتباعكوأصحابك ، فسهلت لهم خلائقك ، وحسنت لهم أخلاقك ، حتى احتملت أذى من نالك منهم أذاه ، وعفوت عن ذيالجرم منهم جرمه ، وأغضيت وتغاضيت عن كثير ممن لو جفوت به وأغلظت عليه لتركك ففارقك ولم يتبعك ولا ما بعثت به منالرحمة ، ولكن الله رحمهم ورحمك معهم ،فبرحمة من الله لنت لهم
وعنقتادة:قال فى تأويل " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " ، أي والله ، لقد طهره الله من الفظاظةوالغلظة ، وجعله قريبا رحيما بالمؤمنين رءوفا وذكر لنا أننعتمحمد صلىالله عليهوسلم في التوراة: " ليس بفظ ولا غليظ ولا صخوب فيالأسواق ، ولا يجزي بالسيئة مثلها ، ولكن يعفو ويصفح" .
فهذا هو منهج النبى الكريم فى معاملة الناس ودعوتهم الى الايمان بالله تعالى ، فما بالنا واذا كان من نطالبه بترك المنكرات هو من المسلمين الموحدين نعم قد يكون على معصية ولكنه مسلم موحد ومن منا مبرأ من ارتكاب المعاصى اننا جميعا وبلا استثناء نحتاج الى من يأخذ بأيدينا الى طريق الله الطريق القويم والصراط المستقيم
بلين ورحمة ولطف وحسن منطق بالترغيب والترهيب من عذاب الله تعالى والخلاصة ان من اراد تغيير المنكر بلسانه لابد وان يكون عنده من العلم الشرعى ما يؤهله لذلك حتى لايؤدى به تغيير المنكر الى منكر اكبر منه
اخوانى واخواتى
وننتقل الى التغيير للمنكر بالقلب وذلك اضعف الايمان كما قال رسول الله
فتغيير المنكر بالقلب انما يكون للذين ليس لديهم سلطة تغيير المنكر باليد وهى السلطة المخولة من قبل ولى الامر
او الاب فى اسرته وبين ابنائه او المدير فى عمله الى غير ذلك من الذين باستطاعتهم تغيير المنكر باليد بما خول لهم من سلطات
وكذلك تغيير المنكر بالقلب انما يكون لا يستطيعون تغيير هذا المنكر باللسان كأن يكون ليس لديه من العلم ما يؤهله لذلك او ان يكون تغييره للمنكر بالسانه سيؤدى الى اذى او ضرر او فتنة فإنه هنا يتوقف تجنبا لعدم اثارة الفتنة وما عليه الا ان ينكر هذا المنكر بقلبه فلا يقره ولا يعترف به ولا يرضاه
وما عليه الا ان يقول اللهم ان هذا منكر فلا تؤاخذنا به وبذلك يكون قد ادى ما امر به من تغيير المنكر
هذا مبلغ علمى فى تغيير المنكر وافوض امرى الى الله ان الله بصير بالعباد
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
اخيكم فى الله
الشيخ محسن محمد ابو بهاء المصرى
امام وخطيب مسجد المختار
أما بعد:
اخوانى واخواتى ،
وكما تعودت معكم على ان يكون لى معكم لقاء نتدارس فيه امور ديننا الحنيف فها نحن نلتقى مجددا لنتدارس موضوع هو من الاهمية بمكان انه موضوع كيف نأمر بمعروف وننهى عن منكر
اخوانى واخواتى :
يقول الحق سبحانه : " ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروفوينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " . اعلموا بارك الله فيكم أن للأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر مكانة عظيمة في الأسلام وما ارسل الله الرسل وما بعث النبيين الا لتكون مهمتهم الاساسية هى الدعوة الى الله تعالى بالحق ، والدعوة الى عبادة الله وحده وترك الشرك والشركاء ، ثم الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وهوالذي لأجله أنزلت الكتب والامر بالمعروف والنهى عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين ولو طوي بساطة لاضمحلت الديانةوظهر الفساد ، وخربت البلاد . ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، سبيل النجاةللمجتمع في الدارين الدنيا والاخرة ، وذلك أنه متي ترك العمل به ، تفشى بين الناس المنكر وعمهم الفساد ،وقل بينهم المعروف واندرس ، فيهلك الناس في دينهم ودنياهم : ولهذا يقول – النبى صلي الله عليهوسلم كما في رواية الصحيح عن النعمان ابن البشير – رضي الله عنه – قال : " مثل القائم علىحدود الله والواقع فيها ، كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهمأسفلها فكان الذين في أسفلها إذا أستقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أناخرقنا في نصيبا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا ، فإن تركوهم وما أرداوا هلكوا جميعاً وإنأخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً " . ثم اذا تأملنا قليلا لوجدنا ان معيار خيرية الامة الاسلامية ، وتفضيلها على سائر الامم انما كان لتمسكهم بمنهج الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ، أننا بالأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر خير أمة أخرجت للناس كما قال تعالي " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرونبالمعروف وتنهون عن المنكر " . وقد أثني الله عز وجل – على المؤمنين والمؤمناتالذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فقال ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياءبعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} . ولقد ذم الذي كفروا من بني إسرائيلولعنهم على لسان داود وعيسي ابن مريم ؛ ذلك لأنهم تركوا الأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر ، قال تعالى : " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسي ابنمريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا ينتاهون عن المنكر فعلوه لبئس ماكانوايفعلون " . ولهذا كان لزاماً على الناس أن يتبينوا هذا الأمر العظيم في الدين لئلايتهاونوا فيه أو يتركوه فيستحقون اللعن كما لعن الذين كفروا من بني إسرائيل إذاضيعوه ولهذا قال – صلي الله عليه وسلم – بعد ما قرأ آية المائدة التي ذكرت لعنالذين كفروا من بني إسرائيل : - " كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكرولتأخذن على يداي الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً . ولتقصرنه على الحق قصراً ، أوليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، ثم للعنكم كما لعنهم " . ولكنه في زماننا هذاقام بعض الناس الذين تحملهم الغيرة على الدين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن بغير فقه ولا دراية بشروطه ولا آدابه ولا درجاته وصاروا ينكرون في مسائل خلافيةقد اختلف فيها العلماء سلفاً وخلفاً شرقاً وغرباً من غير نكير على أحد منهم – ولكنهؤلاء الناس قد أوقعوا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم الفتن والتدابر والتهاجروصاروا يوالون ويعادون على مثل هذه المسائل التي هي من فروع الدين الخلافية التي لانص فيها وبل ربما لم ينكروا فقط ، بل بدعوا ، أو كفروا أو فسقوا بها ، فقد نرى البعض منهم يبدع وينكر حتى على من تسمى بمذهب كقوله : مالكي ، أو شافعي ، أو شافعي ،أو حنبلي ويدعوا إلي اللامذهبين ، وقد نرى من ينكر على من ترك بعض السنن الخفيفة التيوردت عن النبى صلى الله عليه وسلم – تركها وقد نرى من ينكر على من صلى بلا سترة أو من تسبحبسبحة أو من دعا بعدالصلاة . فتباً للجهل والتعصب والعمل بلا علم والتجرء علىأولياء الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – ورميهم بالبدعة والكفر أفلا سألوا حينجهلوا فإنما دواء العي السؤال
وهنا اردت ان احدثكم عن" حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المسائلالخلافية الاجتهادية " وذلك رغبة مني في نصح هؤلاء القوم الذين يحكمون على افعال الناس واعمالهم بغير علم
اخوانى واخواتى : اننا ان اردنا تغيير المنكر فى مجتمعاتنا فلابد لنا وان نتوقف قليلا حتى نعلم المنهج الصحيح فى تغيير المنكر ، وحتى لانبنى احكاما على غير علم منا
واعيد عليكم قول الله تعالى : كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله
فيا خير امة اخرجت للناس تعالوا لنتعلم المنهج الصحيح فى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر
ولكن كيف نغير المنكر
للنهي عن المنكر مراتب وطرق بينها صلى الله عليه وسلم في قوله "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانِه، فإن لم يستطع فبقلبِه وذلك أضعفُ الإيمان" (رواه مسلم). والظاهر من هذا الحديث أن أعظم هذه المراتب التغيير باليد لأنه ينتهي إلى تغيير عملي، لذلك جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث أول هذه المراتب، وعبر عن المرتبة المقابلة له بأنها أضعف الإيمان، ما يدل على أن التغيير باليد أقوى الإيمان.
لكن تجدر الإشارة هنا إلى بعض الشروط والضوابط المهمة التي ينبغي مراعاتها، حتى يكون التغيير موافقا للشرع، وحتى يؤتي ثماره في المجتمع، ويحقق الفضل لفاعله في الدنيا والآخرة.
فتغيير المنكر باليد لا يعني استخدام السلطة والقوة والعقاب في التغيير، بل يتعدى ذلك ليشمل إزالة المنكر فعلا، وهذا المعنى الأصلي المتبادر للذهن من قوله صلى الله عليه وسلم(فليغيره بيده)، بمعنى أن المسلم إن رأى مثلا أذى في طريق الناس كمن رمى بمخلفات بيته فى الطريق العام مثلا او وضع فى الطريق ما يعوق حركة الناس فليس تغيير المنكر هنا مقصورا على عقاب من يضع هذا الأذى، بل يشمل بجانب ذلك إزالة هذا الأذى من طريق الناس. وأهمية هذا التفريق تظهر عندما لا يكون لمن يريد تغيير المنكر سلطة إقامة العقاب على فاعله، عندها لن يسقط عنه واجب تغيير المنكر بالكلية بل يبقى عليه واجب إزالة هذا المنكر من طريق الناس إن أمكنه ذلك. أما إن كان من يريد تغيير المنكر صاحب سلطة على فاعله فليس تغيير المنكر بالنسبة له مقصورا على إزالته بل يتعدى هذا ليشمل إقامة العقوبة على فاعله.
ومن قواعد تغيير المنكر باليد أنه لا يكون إلا لصاحب مسؤولية، وذلك يشمل المسؤولية العامة كمسؤولية رئيس الدولة على أهلها، ومسؤولية ولاته ومحافظيه كل في حدود مسؤوليته، ويشمل ايضا المسؤولية الخاصة كمسؤولية رب الأسرة على أسرته والزوج على زوجته، قال صلى الله عليه وسلم: "كُلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله، وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته"(رواه مسلم). وهذه قاعدة عامة في التغيير باليد إن قصد منه إيقاع العقاب، أما إن قصد منه التغيير بمعنى إزالة المنكر فقد يقتصر على من له ولاية، وقد يتعدى ليشمل من ليس له ولاية، مثلا: إن رأى المسلم في مجتمعه من يبيع سلعة محرمة فليس له أن يتلفها بنفسه، لأن ذلك سيؤدي إلى نزاع بين صاحب المنكر ومن يريد تغييره، وهذا سيؤدي إلى فوضى في القيام على تطبيق القوانين، لذا فليس لمن يريد هنا تغيير المنكر إلا أن ينصح فاعله ويحثه على تركه فإن أبى فليس له إلا أن يرفع أمره ويشتكي عليه للجهات المختصة التى من سلطتها تغيير المنكر باليد وبقوة القانون ، وهذا بحد ذاته مرتبة من مراتب تغيير يحقق المسلم فيها دوره ويعفي نفسه من المسؤولية عن المنكر.
لكن هناك حالات يمكن فيها لمن ليس له مسؤولية على صاحب المنكر أن يزيله بيده منها: أن لا ينازع صاحب المنكر في إبقاء المنكر أو أن يكون صاحب المنكر غير معروف ، عندها يجب على المسلم أن يزيل المنكر بيده، لأن إزالته لن تؤدي لنزاع بينه وبين صاحب هذا المنكر،
ومن القواعد كذلك أن التغيير باليد لا يكون إلا في أمر متفق على إنكاره، أما إن كان مما اختلف العلماء فيه بين من يرى حرمته، ومن يرى غير ذلك فلا يعدّ من المنكرات التي يجب تغييرها، وعندها ليس لمن يرى حرمة ذلك أن يباشر تغييره إلا بعد أن يبين لصاحبه حرمته، فإن لم يقتنع الفاعل برأي من يرى أنه منكر فليس له أن يباشر تغييره بيده، وهذه نقطة خلاف توقع في كثير من الأحيان النزاع بين التيارات الإسلامية، ولو أدرك أحدهم أن ما يراه منكرا قد لا يكون منكرا عند غيره من المسلمين فإنه لو علم ذلك لما وقع النزاع.
ومن القواعد كذلك أن لا يباشر من يريد تغيير المنكر باليد تغييره وإيقاع العقاب على فاعله إلا بعد أن يعرفه بالمنكر، ويبين له الأدلة الشرعية على ذلك ويبين له العقاب المترتب عليه والأثر السيئ الذي يعود عليه وعلى مجتمعه، كل ذلك بالوعظ اللين والترغيب، وفي هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أدب تغيير المنكر واللين في التعريف به الترهيب منه قصص كثيرة، منها ما رواه أنس بن مالك فقال: "بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَهْ مَهْ. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُزْرِمُوه. دعوه)، فتركوه حتى بال. ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه، فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن)، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: (فأمر رجلا من القوم، فجاء بدلو من ماء فشَنَّه عليه). وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه عندما زجروا الأعرابي: "فإنما بعثتم مُيسّرين، ولم تُبعثوا مُعسّرين"، وفي روايات أن الأعرابي قال بعد أن وصف الحادثة: "فقام إلي النبى وقال -بأبي وأمي- فلم يؤنّب ولم يَسُب".
ومن ذلك: "إن فتىً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي في الزنا. فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مَهْ، مَهْ. فقال: (أدنه)، فدنا منه قريبا، قال: فجلس، قالأتحبه لأمك؟) قال: لا، والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم). قالأتحبه لابنتك؟) قال: لا، والله، يا رسول الله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس يحبونه لبناتهم). قال: (أتحبه لأختك؟) قال: لا، والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس يحبونه لأخواتهم). قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا، والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس يحبونه لعماتهم). قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا، والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس يحبونه لخالاتهم). قال: فوضع يده عليه، وقالاللهم اغفر ذنبه، وطهَّر قلبه، وحصَّن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلفت إلى شيء.
فإن لم يستجب فلمن يريد التغيير أن يسلك مسلك الترهيب والتخويف، بالسلطة والمسؤولية إن كان له سلطة، أو التخويف بإبلاغ من له السلطة والمسؤولية إن لم يكن من أصحابها.
هذا هو التغيير للمنكر باليد ومنهج الاسلام فيه فمن حاد او ابتعد عن ذلك فليعلم انه على خطأ وعليه ان يصحح من فكره ومنهجه
ثم التغيير باللسان انما يكون بالوعظ والارشاد والقول الحسن مع عدم الغلظة فى اللفظ وليتأمل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نبى الله وخير البشر ومع ذلك نرى الحق سبحانه يقول له : ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وقد امتثل الرسول الكريم لامر ربه فكان من ارحم الناس بالناس حتى زكاه ربه وقال له وانك لعلى خلق عظيم
وكذلك نرى الحق سبحانه قد قال لحبيبه : فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
فتأويل الكلام : فبرحمة الله ، يامحمد ،ورأفته بك وبمن آمن بك من أصحابك"لنت لهم" ، لاتباعكوأصحابك ، فسهلت لهم خلائقك ، وحسنت لهم أخلاقك ، حتى احتملت أذى من نالك منهم أذاه ، وعفوت عن ذيالجرم منهم جرمه ، وأغضيت وتغاضيت عن كثير ممن لو جفوت به وأغلظت عليه لتركك ففارقك ولم يتبعك ولا ما بعثت به منالرحمة ، ولكن الله رحمهم ورحمك معهم ،فبرحمة من الله لنت لهم
وعنقتادة:قال فى تأويل " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " ، أي والله ، لقد طهره الله من الفظاظةوالغلظة ، وجعله قريبا رحيما بالمؤمنين رءوفا وذكر لنا أننعتمحمد صلىالله عليهوسلم في التوراة: " ليس بفظ ولا غليظ ولا صخوب فيالأسواق ، ولا يجزي بالسيئة مثلها ، ولكن يعفو ويصفح" .
فهذا هو منهج النبى الكريم فى معاملة الناس ودعوتهم الى الايمان بالله تعالى ، فما بالنا واذا كان من نطالبه بترك المنكرات هو من المسلمين الموحدين نعم قد يكون على معصية ولكنه مسلم موحد ومن منا مبرأ من ارتكاب المعاصى اننا جميعا وبلا استثناء نحتاج الى من يأخذ بأيدينا الى طريق الله الطريق القويم والصراط المستقيم
بلين ورحمة ولطف وحسن منطق بالترغيب والترهيب من عذاب الله تعالى والخلاصة ان من اراد تغيير المنكر بلسانه لابد وان يكون عنده من العلم الشرعى ما يؤهله لذلك حتى لايؤدى به تغيير المنكر الى منكر اكبر منه
اخوانى واخواتى
وننتقل الى التغيير للمنكر بالقلب وذلك اضعف الايمان كما قال رسول الله
فتغيير المنكر بالقلب انما يكون للذين ليس لديهم سلطة تغيير المنكر باليد وهى السلطة المخولة من قبل ولى الامر
او الاب فى اسرته وبين ابنائه او المدير فى عمله الى غير ذلك من الذين باستطاعتهم تغيير المنكر باليد بما خول لهم من سلطات
وكذلك تغيير المنكر بالقلب انما يكون لا يستطيعون تغيير هذا المنكر باللسان كأن يكون ليس لديه من العلم ما يؤهله لذلك او ان يكون تغييره للمنكر بالسانه سيؤدى الى اذى او ضرر او فتنة فإنه هنا يتوقف تجنبا لعدم اثارة الفتنة وما عليه الا ان ينكر هذا المنكر بقلبه فلا يقره ولا يعترف به ولا يرضاه
وما عليه الا ان يقول اللهم ان هذا منكر فلا تؤاخذنا به وبذلك يكون قد ادى ما امر به من تغيير المنكر
هذا مبلغ علمى فى تغيير المنكر وافوض امرى الى الله ان الله بصير بالعباد
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
اخيكم فى الله
الشيخ محسن محمد ابو بهاء المصرى
امام وخطيب مسجد المختار