الشيخ :محسن عطالله / ابو بهاء المصرى


**رسالة ترحيب بالزوار **
هذه ولله الحمد والمنّة صفحات أرجو بها الفائدة لي وللمسلمين في أنحاء العالم وقد وفقني الله تعالى لجمع ما تيسر لي من معلومات تفيدنا في فهم ديننا الحنيف والمساعدة على الثبات على هذا الدين الذي ارتضاه لنا سبحانه ووفقنا وهدانا لأن نكون مسلمين .

وشكراً لكم على زيارة هذا الموقع المتواضع. وما توفيقي إلا بالله العزيز الحميد فما أصبت فيه فمن الله عزّ وجل وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان فأسأل الله أن يغفر لي ولكم وأن يعيننا على فعل الخيرات وصالح الأعمال وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلّها اللهم آميـــن.
تحياتى لكم ...........

اخيكم فى الله / الشيخ محسن عطاالله .... ابو بهاء المصرى

الشيخ :محسن عطالله / ابو بهاء المصرى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الشيخ :محسن عطالله / ابو بهاء المصرى

المنتدى الاسلامى


    وذكر فن الذكرى تنفع المؤمنين ... موضوع اليوم ... سكرات الموت وشدتها

    Admin
    Admin
    منشىء ومدير المنتدى


    عدد المساهمات : 148
    تاريخ التسجيل : 22/07/2010
    العمر : 64
    الموقع : جمهورية مصر العربية

    وذكر فن الذكرى تنفع المؤمنين ... موضوع اليوم ... سكرات الموت وشدتها Empty وذكر فن الذكرى تنفع المؤمنين ... موضوع اليوم ... سكرات الموت وشدتها

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء سبتمبر 14, 2010 6:38 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي كتب على عباده الموت والفناء، وتفرد سبحانه بالحياة والبقاء، والصلاة والسلام على من ختمت به الرسل والأنبياء وعلى آله وأتباعه إلى يوم اللقاء . اخوانى واخواتى : هذه هى الحلقة الثانية من سلسلة وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ، ابدأها معكم بحول الله وطوله ومشيئته عن الموت وما بعده وفى اللقاء السابق تحدثت معكم عن حقيقة الموت وبينت من خلال اللقاء ان الموت هو الحقيقة الكبرى فى هذه الحياة، الحقيقة التى لا يمارى فيها احد ولا يستطيع انكارها احد من بنى البشر واليوم بمشيئة الله تعالى وعونه وتوفيقه احدثكم عن اولى مراحل الموت وهى سكرات الموت وشدة هذه السكرات . اخوانى واخواتى أن حياة الانسان فى هذه الدنيا موقوتة محدودة بأجل ثم تأتى نهايتها حتماً ، فيموت الصالحون ويموت الطالحون، يموت المجاهدون ويموت القاعدون ، يموت الشرفاء الذين يأبون الضيم ، ويكرهون الذل ويموت الجبناء الحريصون على الحياة بأى ثمن ، الكل يموت كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذى الجلال والإكرام ، لابد من أن تستقر هذه الحقيقة فى القلب والعقل معا ، إنها الحقيقة التى تعلن على مدى الزمان والمكان فى أذن كل سامع وعقل كل مفكر واعى أنه لا بقاء إلا للملك الديان الحى الذى لا يموت ، إنها الحقيقة التى تصبغ البشرية كلها بصبغة الذل والعبودية لرب السموات والأرض ، إنها الحقيقة التى شرب كأسها الأنبياء والمرسلون بل والعصاة والطائعون إنها الحقيقة الكبيرة التى تؤكد لنا كل لحظة من لحظات الزمن قول الله جل وعلا : ] كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [ [القصص : 88 ] اخوانى واخواتى: تذكروا هذه الحقيقة ولا تتغافلوا عنها ؛ إذ أن النبى قد أمرنا أن نكثر من ذكرها كما فى الحديث الذى رواه الترمذى والنسائى والبيهقى والحاكم وغيرهم من حديث ابن عمر أن النبى e قال : " أكثروا ذكر هادم اللذات الموت "([1]). إنها الحقيقة التى سماها الله فى قرآنه بالحق فقال جل وعلا : ] وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ % وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ % وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ [ [ق : 19 –21] لا إله إلا الله إن للموت سكرات هلى علمت أن هذه الكلمات قالها حبيب رب الأرض والسموات وهو يحتضر على فراش الموت ، روى البخارى عن عائشة – رضى الله عنها – قالت : مات رسول الله e بين حانقتى وذاقتنى وكان بين يديه وقوة أو علبة بها ماء لكان يمد يده فى داخل الماء بأبى هو وأمى ويمسح وجهه ويقول : " لا إله إلا الله إن للموت سكرات "([2]) هكذا يقول حبيب الأرض والسموات ] وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ [ حبيبك المصطفى يذوق سكرة الموت لا إله إلا الله إن للموت سكرات … وفى رواية الترمذى كان الحبيب صلى الله عليه واله وسلم يقول : " إن للموت غمرات إن للموت سكرات .. " وفى رواية " اللهم أعنى على سكرات الموت "([3]) ] وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ [ وما أدراك ما السكرات ، وما أدراك ما الكربات ، والله إن الكرب والهم يزداد فى هذه اللحظات فى لحظات السكرات إذا ما نمت على فراش الموت ، ورأيت فى غرفتك التى أنت فيها دون أن يرى أحد غيرك ، رأيت شيطانا وقد جلس عند رأسك ماذا يريد الشيطان أنه يريد ان يضلك عن كلمة لا إله إلا الله ، يريد الشيطان أن يصدك عنها يقول لك الشيطان : مت يهوديا ،او يقول لك مت نصرانيا واستدل بعضُ أهلِ العلم على ذاك بصدرِ حديث صحيح رواه الإمام مسلم أنه e قال : " إن الشيطان يحضر كل شئ لابن آدم "([4]) بل سئل شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى عن مسألة عرض الأديان على العبد فى فراش الموت فقال شيخ الإسلام : من الناس من تعرض عليه الأديان ، ومنهم من لا يعرض عليه شئ قبل موته ثم قال : ولكنها من الفتن التى أمرنا النبى أن نستعيذ بها كما فى قوله e " اللهم أنى أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ..". فمن فتنة الممات أن تأتى الشياطينُ لتصدك عن لا إله إلا الله لتصدك عن التوحيد هذه لَمِنْ الكربات ، على ابن آدم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، هل علمتم أخوانى واخواتى فى الله أن إمام أهل السنة أحمد حنبل حينما نام على فراش الموت ذهبت إليه الشياطين لتنادى عليه فى هذه اللحظات وهو إمام أهل السنة قال عبد الله ولده : فنظرت إليه فإذا هو يغرق ثم يفيق ثم يشير بيده ويقول : لا لا بعد ، لا لا بعد ، فلما افاق الأمام فى لحظة بين السكرات ، سكرات الموت وكرباته قال له ولده عبد الله : يا أبت أقول لا إله إلا الله وأنت ترد وتقول : لا لابعد لا لا بعد ، فقال الأمام أمام أهل السنة يقول له : يا بنى شيطان جالس عند رأسى يقول لقد فتنى فى دنياك ولو فتنى اليوم ما أدركتك بعد اليوم ، وأنا أقول له : لا بعد لا بعد حتى أموت على لا إله إلا الله .. إذا كنت من المؤمنين الصادقين الموحدين المخلصين وجاءتك الشياطين ثبتك الله رب العالمين ، وأنزل إليك ملائكة التثبيت ، وسأذكر الحديث بالتفصيل فى اللقاء المقبل إن شاء الله جل وعلا إلا أن محل الشاهد فيه الآن أن النبى أخبر أن المؤمن إذا نام على فراش الموت جاءته ملائكة نزلت إليه الملائكة بيض الوجوه معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة فيجلسون منه مد البصر ، فيأتى ملك الموت فيجلس عند رأسه ، فإذا ما أنتهى الأجل يقول ملك الموت : يا أيتها النفسُ الطيبة أخرجى إلى مغفرةِ من الله ورضوان وأبشرى بروح وريحان ورب غير غضبان فتخرج روحه كما يسيل الماء من فىَ السقاية إلى الله جل وعلا([5]) ] وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ [ والحق أنك تموت والله حى لا يموت ] وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ [ والحق أنك ترى عند موتك ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب ]وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ [ والحق أن يكون قبرك روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ]ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ[ أى ذلك ما كنت منه تهرب وتخاف وتجرى وتفر تحيد إلى الطعام إذا أحسست بالجوع وتحيد إلى الشراب إذا أحسست بالظمأ وتحيد إلى الطبيب إذا أحسست بالمرض ، ولكن ثم ماذا أيها القوى الفتى أيها الذكى العبقرى ، يا أيها الرئيس ، يا أيها الملك ، يا أيها الوزير، يا أيها الصغير ، يا أيها الكبير ، يا أيها الفقير. وصدق الله جلا وعلا إذ يقول : ] كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ % وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ % وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ % وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ[ [القيامة 26 - 29] ، إذا بلغت الروح الترقوة وقيل : ] مَنْ رَاقٍ [ من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب وقبل : ] مَنْ رَاقٍ [ من يرقيه من يبذل له الرقية من يبذل له الطب والعلاج ، فهو من هو ؟! صاحبُ الجاه صاحبُ الأموال والأطيان صاحب الوزارة والسلطات ألتف الأطباء حول هذا متخصص فى جراحة القلب وهذا متخصص فى جراحة المخ والأعصاب وذاك فى تخصص كذا ، وذاك فى تخصص كذا ، ألتف الأطباء حوله يريدون شيئا ، وربك قدر شيئا آخر ما الذى جرى ؟ ما الذى حدث ؟ يدور الأطباءُ ويبذلون الرقُية والعلاج لكن ملك الملوك قدر شيئا آخر ] وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ [ [الأعراف : 34 ]] أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ[ [النساء : 78] ] قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[ [الجمعة : 8] ]وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ [ [الأعراف : 34] لكن حار الأطباء ما الذى جرى ما الذى حدث ؟ لكأنى أنظر عليه وقد أصفر وجهه وشحب لونه وبرد أطرافه وتجعد جلده وبدأ يشعر بزمهرير قارس يزحف إلى أنامل يديه فينظر مرة فى لحظة السكرة والكربة فيجد الغرفة الذى هو فيها تصير فضاء موحشا أو تضيق عليه فتصير كخرم إبرة ، أو ينظر مرة أخرى فيرى أهله يبتعدون عنه ومرة يقتربون اختلطت عليه الأمور والأوراق ، من هذا الذى يقف عند رأسى إنه يعاينه يراه إنه ملك الموت ومَنْ هؤلاء الذين يتنزلون من السماء إنه يرى بعينيه أنها الملائكة ‍‍‍!! يا ترى أهى ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب ؟! ماذا سيقول لى ملك الموت؟ هلى سيقول لى : يا أيتها النفس الطيبة أخرجى إلى مغفرة من الله ورضوان أم سيقول لى : أيتها الروح الخبيثة أخرجى إلى سخط من ربك وعذاب فينظر فى الصحوة بين سكرات الموت وإفاقته فينظر ويعىّ من حوله من الأهل والأحباب نظر إليهم نظرة استعطاف ونظرة رجاء ونظرة أمل ، وقال بلسان الحال وربما بلسان المقال : يا أولادى يا أحبابى يا إخوانى ، لا تتركونى وحدى ولا تفردونى فى لحدى ، أنا أبوكم ، أنا الذى بنيت لكم القصور ، أنا الذى عمرت لكم الدور ، أنا الذى نميت لكم التجارة ، فمن منكم يزيد فى عمرى ساعة أو ساعتين افدونى بأموالى ، أفدونى بأعمالكم ما أغنى عنى ماليه هلك عن سلطانيه ، ها هو هارون الرشيد وهو على فراش الموت فنظر إلى جاهه وماله ثم قال : ما أغنى عنى ماليه هلك عنى سلطانيه فقال : أريد أن أرى قبرى الذى سأدفن فيه فحملوا هارون إلى قبره فنظر هارون إلى قبره وبكى ونظر إلى السماء وقال : يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه ..يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه ، ما أغنى عنى ماليه هلك عنى سلطانيه أين الجاه أين السلطان ؟! أين المال ؟! أين الأراضى والأطيان ؟ وهنا يعلو صوت الحق ] فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ % وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ % وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ % فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ % فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ % تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ % فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ % فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ % وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ % فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ % وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ% فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ % وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ % إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ % فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ[ [الواقعة 83 : 96سبحانه ، سبحانه ، سبحانه سبحان ربى العظيم ويقول سبحانه وتعالى : ] كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ،وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ [ من يرقى بروحه ومن يأتى له بالطب والعلاج] وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ[ [القيامة : 26-29] إنه يومُ المرجع إنه يوم العودة انتهت دنياك ، وحتماً ستُعرض على مولاك سأل سليمان بن عبد الملك علما من علماء السلف ويقال له : أبو حازم قال سليمان : يا أبا حازم ما لنا نكره الموت ؟! بل وبعض الناس الآن يتضجر إذا ذُكرِّ بالموت ، وربما يقول لمذكره : ذكرنا بموضوع آخر تركت كل الموضوعات وما وجدت إلا الموت لتذكرنا به فقد ورد ان سليمان بن عبد الملك قال لأبى حازم :. يا أبا حازم ما لنا نكره الموت قال أبو حازم : لأنكم عمرتم دنياكم وخربتم أخراكم فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب فقال سليمان بن عبد الملك : يا أبا حازم كيف حالنا عن الله تعالى قال : أعرض نفسك على كتاب الله قال : أين أجده قال فى قوله تعالى : ] إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ % وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ[ [الانفطار : 13 ، 14] ، قال سليمان : أين رحمة الله يا أبا حازم ، قال أبو حازم : إن رحمة الله قريبٌ من المحسنين فقال سليمان : كيف عرضنا على الله غدا ؟ فقال أبو حازم : أما المحسن فكالعبد الغائب من سفر يقدم على أهله فيستقبله الأهل بفرح والمسئ كالعبد الآبق يقدم على مولاه وفى الصحيحين من حديث عائشة – رضى الله عنها – أن النبى قال : " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه"([6]) قالت عائشة – رضى الله عنها - : كراهية الموت لكنا نكره قال : " لا يا عائشة ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وإن الكافر إذا بشر بسخط الله وعذابه كره لقاء الله وكره الله لقاءه" .. بل وفى صحيح البخارى من حديث أبى سعيد الخدرى – رضى الله عنه – أن النبى قال : إذا وضعت الجنازة وحملها الرجال على الأعناق تكلمت تكلمت سمعها كل شئ إلا الإنسان تقول إن كانت صالحة : قدمونى قدمونى – إذا كانت الجنازة صالحة تتكلم وتقول : قدمونى – وإذا كانت غير صالحة تقول : ياويلها يا ويلها إلى أين يذهبون بها " يقول المصطفى: "يسمعها كل شئ إلا الإنسان " ولو سمعها الإنسان لصعق"([7]) أى والله لو سمعت جنازة تقول : قدمونى قدمونى وسمعت جنازة أخرى لحبيب لك تقول : يا ويلها ويلها إلى أين تذهبون بها أيها اللاهى ، أيها اللاهى ، أيها الكبير ، أيها الصغير ، أيها الوزير ، أيها الأمير ، أيها الحقير ، ذكر نفسك ومثل نفسك وقد نمت فى فراش الموت اخوانى واخواتى هكذا تبدأ رحلتنا فى سلسلة الموت وما بعده وتنتهى هذه المرحلة الأولى بالوصول إلى القبر ، وها أناذا أقف بحضراتكم أمام القبر لنرى فى لقائنا المقبل إن شاء الله جل وعلا حقيقة القبر ولكن قبل ان اترككم اذكر نفسى اولا واذكرككم بالتوبة إلى رب الأرض والسموات فيا من اسرفت على نفسك بكثرة المعاصى ، يا من ضيعت الصلاة فى بيوت الله ، يا من تركتِ الحجاب الشرعى ، يا من ضيعتم الصلاة ، يا من شغلكم التلفاز أو الشيطان عن الله عز وجل ، يا من اعرضتم عن مجلس العلم وأماكن الطاعة والعبادة ، يا من قضيتم اعماركم على المقاهى وتركتم فرض الله عز وجل توبوا إلى الله ، والله ستموتون وغدا ستتمنون الرجعى ولكن هيهات هيهات ] حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ [ [المؤمنون : 99] ، إذا كان كافرا سيتمنى الرجعة وإن كان مسلماً عاصياً سيتمنى الرجعة يتمنى ان يعود الى دار الدنيا ] حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ % لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ [ فيأتيه الجواب كالصاعقة، كالصفعة على وجهه ] كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ [ حقيرة كلمة تافهة لا وزن لها ولا قيمة عند الله ] كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ[ [المؤمنون : 100] تبوبوا إلى الله يا اخوانى واخواتى واذكر نفسى وإياكم لا تيأسوا لا تقنطوا مهما بلغت ذنوبكم ، عودوا إلى الملك مهما بلغت معاصيكم اطرقوا باب الرحمن جل وعلا ، والله لن يغلق الباب فى وجوهكم ، والله لن يغلق الرحمن الباب فى وجه احد منا، يا اخى ويا اختى لو ارتكبت الزنا وإن شربت الخمر وإن قتلت ، عد إلى الله فإن الله يتوب على المشرك إن ترك رداء الكفر على عتبة الإسلام ] إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[ [النساء : 48 ، 116] ]قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[ فلنعاهد الله جميعا على التوبة
    اخيكم فى الله راجى عفوا الله الشيخ محسن عطالله ابو بهاء المصرى
    امام وخطيب مسجد المختار

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 7:27 pm