واجه الفقهاء التناقضات بين الأحاديث في صحيح البخاري وبقية الصحاح الأخرى لم يخطر في بالهم أن هناكاحتمال ولو ضئيل أن أحد الحديثين موضوع، بل أخذوا يفكرون في تبريرات واهيةمنافية للعقل لتقريب المسافات بين تلك الأحاديث، وكأن العيب في عقلالإنسان العاجز عن استقراء الحكمة الكامنة وراء التناقضات الظاهرية!جاء فيالبخاري ومسلم الحديث التالي: " إذا التقى مسلمان بسيفيهما فالقاتلوالمقتول في النار. قيل يا رسول الله: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال:إنه كان حريصاً على قتل صاحبه ". : هل نستنتج من هذا الحديث أن أصحابمعركة الجمل وعلى رأسهم علي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بنالعوام سيلقون في النار؟ لكن ألا يتعارض هذا الحديث – - مع حديث العشرةالمبشرين في الجنة، ومنهم الثلاثة المذكورين؟
بعدد من الأحاديث منها: (خذوا دينكم منعائشة) وحديث آخر: (عائشة ناقصة عقل ودين).فإن الحديث الأول وضعه أنصارعائشة أما الحديث الآخر فوضعه شيعة علي في معركة الجمل. ماذا علينا أننفعل حيال ذلك؟ هل نأخذ العلم من عائشة أم نتجاهل ما قالته باعتبارهاناقصة عقل ودين؟
أحاديث الخروج على الإمام
بعضا من الأحاديث التي شاعت بين الناسوالتي مازال فقهاء السلطان ليومنا هذا يستخدمونها كغطاء شرعي تتكسر أمامهمحاولات التغيير ورغبات التصدي للنظم القمعية.حديث رواه مسلم أن النبيقال: " ستكون هنات وهنات. فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميعفاضربوه بالسيف كائناً من كان". أليس هناك آيات وأحاديث ينفي النبي فيهاعلمه بالغيب؟ ألا يعد هذا من التناقضات التي أشرت إليها سابقاً؟
حيث رواه عبد الله بن عمر أن النبي قال:" من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس فيعنقه بيعة مات ميتة جاهلية ".
حديث رواه عبد الله بن عباس (تذكر أنهكان في العاشرة عندما مات النبي ) أنه سمع النبي يقول:" من كره من أميرهشيئا فليصبر عليه. فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات، فميتة الجاهلية ".
حديث رواه حذيفة بن اليمان أن النبي قال:"... تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ".
أتساءل...أي نوع من الحياة تريدها لناتلك الأحاديث؟ هل الوقوف في وجه الظلم والفساد جريمة تستحق الموت فيالدنيا والنار في الآخرة؟ لا شك أن مثل تلك الأحاديث هي من صنع الطغاةالذين لا يملكون من شرعية سواء الالتحاف بأحاديث وآيات تعد من يخرج علىإرادة الديكتاتور بالويل والثبور وعظائم الأمور