الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا
أما بعد:
اخوانى واخواتى ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وحياكم الله جميعا كم انا فرح مسرورا بعودتى اليكم والتواصل معكم مجددا بعد فترة انقطاع لظروف خارجة عن ارادتى و اليوم التقى بكم لاضع بين ايديكم موضوعا من الموضوعات التى توقفت عندها طويلا توقفت متأملا فإذا بى اصدم من هول ما قرأت لن اطيل عليكم ولكن سأضع بين ايديكم حقائق ولابد لنا ان نتأملها جميعا لنرى عن قرب مدى عظمة الاسلام
اخوانى واخواتى ابنائى وبناتى :
لم تكن المرأة في الغرب قبل الحضارة الاوربية الزائفة المعاصرة تعيش حياة التبرج والسفور والرذيلة والتفلت من القيم والأخلاق والآداب والرباط العائلي والديني، بل كانت قبل قيام الثورة الصناعية، تحيا حياة الطهر والعفة، ولم تكن تخالط الرجال في العمل او المدرسة ولا البيت، وكذلك لم تكن
تلبس اللباس العاري الفاضح ولم تخرج بزينتها أمام الرجال ولم تتخذ صديقا تعاشره ويعاشرها ، بل كانت المرأة الغربية ، مثلا جيدا في بيتها ومزرعتها فقد كانت تقوم بشؤون أولادها وزوجها وأهلها..وعلى الجانب الاخر ، كان الرجل الأروبي ينظر إلى المرأة باحتقار ومهانة وانتقاص، لكنه مع ذلك ما كان ليسمح لها أن تدنس عرضها او تفرط فيه ، فقد كان العرض محل التقدير والحفظ، فمن المعلوم أن الزنا محرم في كافة الشرائع اليهودية والنصرانية والإسلام، ولاتجد مجتمعا محافظا على أخلاقه ولو كان على غير ملة الإسلام إلا ويحرم الزنا ويعاقب فاعله .. ولقد كانت أوربا تعيش تحت حكم الكنيسة ، وحكم الرهبان الذين انحرفوا بدين النصرانية وبدلوها وحرفوها ، وبالرغم من هذا التحريف إلا أن الكنيسة كانت تحتفظ ببعض التعاليم الصحيحة ولم تمتد اليها يد التحريف كتحريم الزنا ومعاقبة من يفعله، ومن هنا نجد ان المرأة الاوربية قد حافظت على طهرها وعفتها ، و لكن طغيان الرهبان واستبدادهم ولّد في نفس الإنسان الغربي كراهية الكنيسة وكراهية رجال الدين من القساوسة والرهبان، بل وكراهية الدين ذاتِه، فلما قامت الثورة الفرنسية، نبذ الغرب الدين بأكمله وقتلوا الرهبان المنحرفين، وكان من ضمن ما نبذوه الحفاظ على عفة المرأة وطهرها وصيانتها..فخرجت المرأة من حصنها الحصين الذي كان يحميها من الشياطين , وتفلتت من كل رباط أخلاقي وأسري، بعد أن تركت ونبذت الدين الذي كان يحرم عليها ذلك بالرغم من انحرافه.. هذا سبب..
وسبب آخر لتفلت وانفلات المرأة في الغرب من القيم الأخلاقية:
أنه لما قامت الثورة الصناعية ، ذهب الرجال إلى المدينة للبحث عن الرزق وطلب فرصة أفضل لبناء حياة كريمة، ترك الرجال القرية فبقيت النساء بلا عائل ولامنفق، فاضطرت المرأة هي الأخرى للذهاب إلى المدينة لتبحث عن الرزق والمعيشة، فتلقفها أصحاب العمل ورضخت لهم تحت وطأة الحاجة ورضيت أن تعمل بنصف أجر الرجل مع كونها تقوم بنفس عمله، وهناك في المدينة، وجدت المرأة نفسها وحيدة، ليس لها أسرة ترعاها ولاعائل يعولها ، فالكل مشغول في حياة المدينة ..كلُ شغل بنفسه وذاته ، وبالتالى جرى نفس الشىء على المرأة التى خرجت وانتقلت الى المدينة فسكنت وحيدة، وعاشت وحيدة، فقد كان عليها أن تبني نفسها بنفسها وتلبي حاجاتها بجهدها، وكان من ضمن ما تحتاجه الرجل الذي يحوطها ويحفظها ويشبع رغباتها ويكون لها زوجا، ولما كانت حياة المدينة صاخبة، والكل في عمل وسعي، لم تجد المرأة العطف والحنان في كنف رجل يكون لها وتكون له، فلم يكن من السهل او اليسير أن تجد المرأة زوجا لها لما في الزواج من كلفة وتكاليف جعلت الرجال ينصرفون عن الزواج ، ومع مخالطة النساء للرجال في سوق العمل كان من الطبيعي أن تنزلق المرأة إلى الرذيلة والمخادنة مع من شاءت لتلبى رغباتها ...
وساعد على ذلك أنه لم يكن هناك قانون يردع او يحرم ذلك، وكذلك وجدت طائفة أخرى من النساء لم تجد لها عملا، وهنا تلقف دعاة الرذيلة هؤلاء النسوة العاطلات، وأنشأوا لهن بيوت الدعارة ، فكان سببا آخر لفساد وافساد المرأة في الغرب .. ولما انفلتت المرأة الغربية من رباط الدين والأخلاق ومن رباط العائلة والأسرة، وصار لزاما عليها أن تترك بيتها وأسرتها إذا بلغت الثامنة عشرة من عمرها، و اصبح لها الحق في أن تفعل ما تشاء تعاشر من شاءت، ولايملك الأب حق منعها، بل لها الحق أن تقاضيه في المحاكم إن هو اعترض عليها أو منعها من حريتها الشخصية الكاذبة التي تعني بالنسبة للغرب حرية الزنا و المخادنة والمصادقة ولها ان تفعل ما تشاء من الموبقات والرذائل دون اعتراض لا من اب او اخ ،فلا سلطان عليها ولا رادع لها امام شهواتها ورغباتها الدنيئة ....
خرجت المرأة الغربية تاركة كل القيم الإنسانية فضلا عن القيم الدينية، واغترت بما حصل لها من انفراج، وما حصلته من تحرر يرضي غرورها، شعرت أنها ملكت نفسها بعد أن كانت في أسر الرجل، أو هكذا خيل إليها، ظنت أنها حصلت على حقها المسلوب، أو هكذا أقنعت نفسها او اقنعها بذلك الضالين المضلين خرجت وانطلقت وتحررت من كل رباط، سواء كان رباط دينى او اخلاقى، ووقعت فى منتقع الرذائل كبيرها وصغيرها وفعلت ماشاءت، فماذا كانت النتيجة؟....كانت النتيجة اننا نرى فى تللك المجتمعات نرى الفتاة منذ الثامنة عشرة من عمرها تعيش حياة لايحكمها أحد فيها، تمضي حيث شاءت مع من شاءت، يستعملها الرجل في شهواته، ويستخدمها كأداة إغراء، في: الأفلام الساقطة العاهرة ، ومسابقات ملكات الجمال الفاضحة الكاشفة وفي الإعلانات وفي المجلات وفي الأزياء وفي بيوت الدعارة وغير ذلك.. يستهلك زهرة شبابها ونضارتها، حتى إذا بدأ العجز يدب إليها وذهبت نضارتها وجمالها رمى بها المجتمع لتعيش بقية حياتها في ملجأ او فى دار للمسنين إن لم يكن لها مدخرات من المال، أو تنزوي في بيت لها وحيدة لا أنيس ولا جليس لها سوى كلبا اقتنته لتتسلى به وتعوض به ما فقدت من حنان.. فاليوم عرفت المرأة الغربية أنها كانت مغرورةً مخدوعة، حين انفض الجميع عنها، كم عانت في حياتها وكابدت المشاق والخوف في مجتمع لايعرف حق المرأة ولايحفظ لها كرامتها ولا يصون لها عرضها ، ومن شدة بغضها للمجتمع الذي تعيش فيه، نراها توصي بجميع مالها لذلك الكلب الذى تربيه ، فهي لاترى في الناس من يستحق أن تحسن إليه ولو ببعض مالها، فالبهائم في نظرها أولى منهم، كيف لا ؟ وقد وجدت عند هذا الكلب من الوفاء ما لم تجده عند الناس، حتى أولادها.. تراهم وقد تنكروا لها، فلاتراهم ولايرونها، والبار منهم هو من يرسل إليها بطاقة معايدة في كل عام.. كم تعاني المرأة في الغرب من الحرمان والخوف: فحوادث الاغتصاب شائعة حتى من المحارم.. ولايقبل صاحب العمل فتاة للعمل إلا بشرط المعاشرة.. تتعرض للسلب والنهب والقتل فلاتجد من يحميها ويحفظها إلا قوانين بائدة لا قيمة لها خروقاتها كثيرة.. كل ذلك بسبب مخالطة الرجال، وترك القرار في البيوت.. أي نظرة إلى واقع المرأة في الغرب تورث القلب حزنا وألما من جشع الإنسان وظلمه، فالمرأة في الغرب.. نعم تحررت ظاهرا لكنها في الحقيقة تقيدت، خرجت من قيد العفة والطهر والأخلاق، ودخلت في فضاء الرذيلة والهوان..ليس كل قيد مذموما، فالإنسان لابد له من قيد يحكمه يكفيه شر نفسه وشر هواه وشر من حولَه، وهذا القيد هو قيد الدين والأخلاق ، وبهذ القيد ينعم الإنسان بحياة الأمن والرخاء والسعادة، وإذا حل هذا القيد فسدت معيشة بني آدم..انظروا إلى الطفل يهوى اللعب بكل شيء حتى بما فيه هلاكه، فهل نسمح له بذلك؟.. الجواب: لا، فنحن الكبار أدرى بما يصلحه، وكذلك ربنا جل شأنه، أدرى بما يصلح المرأة، فإنه لما شرع لها: القرار في البيت....وأوجب عليها القيام بشؤون أولادها وأهلها.. وأمرها بالحجاب بستر الوجه واليدين وسائر الجسد ونهاها عن التبرج.. لم يكن ذلك حرمانا لها من حق هو لها، بل كان ذلك هو الذي يصلحها، ولا يصلحها غيره..فقرارها في البيت:يحفظ الأسرة من التفكك والانحلال، وينشر في البيت العطف والمودة، حيث يعود الرجل فيجد زوجته قد استعدت له بكل ما يحب، ويعطي المرأة فرصة لتمنح صغارها الحنان والرعاية والتربية، ويحفظها من الأشرار وكيد الفجار، ويحفظ المجتمع من الهدم..وحفاظها على حجابها:يمنع عنها نظرات زائغة خائنة من قلوب مريضة، ويكف عنها أذى الخبثاء، ويصرف عنها كل سوء، ويصونها ويبقيها في حصن الفضيلة والشرف وينأى بها عن مجتمع الرذيلة..إن المرأة المسلمة تعيش في ظل الاسلام في كرامة وعزة .. فقد اوجب الاسلام على الرجل أن ينفق على وليته، ويجبر على ذلك، أبا كان أو أخا أو زوجا فإن لم يوجد فالحاكم لها ولي، والإسلام يأمر بالإحسان إلى المرأة طفلة كانت أو أما أو زوجة، فإذا كبرت.. فحقها أعظم، يجب برها ويحرم عقوقها، قال تعالى: { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا }فالأم والمرأة الكبيرة في الإسلام لها المكانة والمنزلة، والمجتمع يتسابق إلى خدمتها ويرون ذلك واجبا لا فضلا.. وقد حرم الشارع إيذاء المرأة بالضرب المبرح أو الضرب في الوجه.. وأمر بالعدل بين الضرائر ورهب من الميل.. وجعل لها الحق في اختيار الزوج.. ومن مظاهر عناية الإسلام بالمرأة تخصيصها بالذكر في سور عدة وفي آيات كثيرة كسورة البقرة والأحزاب والنور والطلاق.. بل ومبالغة في إكرامهن سمى بعض سور القرآن بهن كسورة النساء وسورة مريم.. وقد سخر الإسلام الرجل لخدمة المرأة خارج البيت مقابل أن تخدمه في داخله، فيجب على الزوج أن ينفق علي زوجته ولوكانت تملك أموال الدنيا، ولا يلزمها أن تنفق هى عليه درهما واحدا إلا عن طيب نفس واختيار.. وخاتمة التكريمات ونهاية التبريكات أن جعلت المرأة اية من ايات الله تعالى وقد جاء ذكر ذلك فى قول الله تعالى: { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}..وإذا كان من تعاليم الإسلام أن تبقى المرأة تحت قوامة الرجل، فهذا من رحمة الله بها، فقد جربت المرأة القوامة على نفسها، وألا يكون لها ولي ولا حافظ، واليوم ..انظروا ماذا تعاني المرأة في الغرب من خوف وعدم أمان وما تجده من عنت ومشقة في القيام بحاجياتها التي كان الرجل هو المتولي لذلك كله، والمرأة في راحة وأمان، لاتخاف ولاتهتم، فلما بطلت ولايته عليها تحتم أن تقوم بشؤونها لوحدها.. فلتعلم المرأة أن الله هو الذي أمر أن تبقى تحت قوامة الرجل، وأن يكون لها وليا، والله أعلم بها..وقد ثبت بالتجربة أنه لايصلح إلا ذلك.. فهذه المقارنة المستعجلة بين حالة المرأة في الغرب وحالتها في الإسلام، يثبت للمرأة كذب الدعاوي الباطلة التي تنادى بحرية المرأة وان المرأة لم تحصل على حقوقها او انها لابد وان تتساوى بالرجل فى كل شىء حتى الميراث الذى شرعه الله تعالى وبينه وبين نصيب كل وارث نراهم يطلبون بأن تساوى الرجل فى الفتيل والقطمير فى حياتنا الدنيا ، انها دعاوى كاذبة تلقى هنا وهناك ، تراهم يقولون أن للمرأة حقوقا مسلوبة، وأنها مسجونةٌ محرومة في ظل التزامها بالحجاب والبعد عن الرجال.. وإذا فكرت الفتاة بعقل وحكمة وإيمان ستجد أن الحرمان كل الحرمان سيعتريها إن هي انساقت وراء كل فكر يدعو إلى التحرر من القيم، قال الله تعالى: {وقرن في بيوتكن ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله }..فينبغي على المرأة المسلمة أن تحذر من أن تحذو حذو المرأة في الغرب، بعد أن عرفت ما تعانيه من صعوبات وآلام نفسية واجتماعية وأخلاقية، ولتحمدالله تعالى أن هيأ لها مجتمعا متدينا يحب الله ورسوله ويحرص على العمل بتعاليم الدين الحنيف، ولاتغتر بكل ما تراه من حضارة نساء الغرب ، فإن وراء تلك الحضارة الزائفة ما قد أخبرتكم عن طرف من سلبياتها وآلامها وضياعها.
أسأل الله تعالى ان يحفظ بنات المسلمين ونساء المسلمين ، وان يستر عوراتهن
اللهم ردنا الى الاسلام مردا جميلا
اخيكم فى الله
الشيخ محسن عطالله / ابو بهاء المصرى
امام وخطيب مسجد المختار