بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين
وبعد .................. احبتى فى الله
كم سمعنا هذه المقولة ونحن لا نعيرها اهتماما ، نعم لا نعيرها اهتماما ، إنها مقولة قد ننطق بها جميعا ، ولكننا وللاسف الشديد ننطقها بألسنتنا ولا تستشعرها قلوبنا
ولأنتقل بكم الى المقولة التى اردتها الا وهى : افعل ما شئت فكما تدين تدان ، كم مرة سمعتم هذه الكلمة وكم مرة استشعرت هذه ؟الكلمة قلوبكم ، اذا اردتم ان تعرفوا مدى تأثير هذه الكلمة ، . فأقرأوا معى هذه القصة ثم احكموا هل فعلا هذه المقولة لها تأثير ام لا وما مدى هذا التأثير
انها قصة واقعية حدثت بالفعل فى مدينة الموصل في شمال العراق ، وكان ذلك فى مطلع القرن الماضي ،
انها قصة تاجر من التجار كان صاحب خلق ودين واستقامة و كان كثير الانفاق فى أبواب الخير من انفاق على الفقراء والمعوزين وباني المساجد ومشاريع الخير .
فلما كبرت به السن وتقدم به العمر وكان له ولد وبنت ، وكان كثير المال ذائع الصيت ، فأراد أن يسلم تجارته لابنه من بعده، حيث كان التاجر يشتري من شمال العراق الحبوب والأقمشة وغيرها ويبيعها في الشام ويشتري من الشام الزيوت والصابون وغير ذلك ليبيعه في العراق فكان كثير الترحال .
جلس التاجر مع ابنه وأوصاه وعرّفه بأسماء تجار دمشق الصادقين ، ثم أوصاه بتقوى الله إذا خرج للسفر وقال : ( يا بني ، والله إني ما كشفت ذيلي في حرام ، وما رأى أحدٌ لحمي غير أمّك ، يا بنيّ حافظ على عرض أختك بأن تحافظ على أعراض النّاس ) .
وخرج الشاب في سفره وتجارته ، وباع في دمشق واشترى وربح المال الكثير ، وحمّله تجّار دمشق السلام الحار لأبيه التاجر التقيّ الصالح الورع.
وفى طريق العودة وقبيل غروب شمس يوم وقد حطّت القافلة رحالها للراحة ، أما الشاب فراح يحرس تجارته ويرقب الغادي والرائح ، وإذا بفتاة تمرّ من المكان ، فراح ينظر إليها ، فزيّن له الشيطان فعل السوء ، وهاجت نفسه الأمّارة بالسوء ، فاقترب من الفتاة وقبّلها بغير إرادتها قبلة ، ثمّ سرعان ما انتبه الى فعلته وتيقّظ ضميره ، وتذكّر نظر الله إليه ، ثمّ تذكّر وصية أبيه ، فاستغفر ورجع الى قافلته نادماً مستغفراً .
فينتقل المشهد الى الموصل ، وحيث الابن ما زال في سفره الذي وقع فيه ما وقع ، حيث الوالد في بيته يجلس في علّيته وفي زاوية من زواياها ، وإذا بساقي الماء الذي كان ينقل إليهم الماء على دابته يطرق الباب الخارجي لفناء البيت ، وكان السّقا رجلاً صالحاً وكبير السن ، اعتاد لسنوات طويلة أن يدخل البيت ، فلم يُر منه إلا كلّ خير . وكان من عادة ذلك السقا انه يدق على الباب ويبتعد قليلا عنه فإذا فتح الباب دخل ولم ينظر من فتح ارجل ام امرأة فقد كان يغض بصره دائما ، وجاء السقا ودق الباب
فخرجت الفتاة أخت الشاب لتفتح الباب ، ودخل السقا وصبّ الماء في جرار البيت بينما الفتاة عند الباب تنتظر خروجه لتغلق الباب ، وما أن وصل السقا عند الباب وفي لحظة خاطفة زيّن له الشيطان فعل السوء ، وهاجت نفسه الأمّارة بالسوء فالتفت يميناً وشمالاً ، ثمّ مال الى الفتاة ، فقبّلها بغير إرادتها قبلة ، ثم مضى ، كل هذا والوالد يجلس في زاوية من زوايا البيت الواسع يرى ما يجري دون أن يراه السّقا ، وكانت ساعة الصمت الرهيب من الأب ، ثم الاسترجاع أن يقول ( إنّا لله وإنّا إليه راجعون ) ، ثم يقول ( لا حول ولا قوّة إلا بالله ) ، وتعجب قائلا فى نفسه أنّ هذا السّقا ما فعل هذا في شبابه فكيف يفعلها اليوم، لابد ان هناك خطأ ما حدث ، وفكر الرجل قليلا ، وأدرك أنّما هو دينٌ على أهل البيت ، وأدرك أنّ ابنه قد فعل في سفره فعلة استوجبت من أخته السداد .
ولمّا وصل الشاب وسلّم على أبيه وأبلغه سلام تجّار دمشق ، ثمّ وضع بين يديه أموالاً كثيرة ربحها ، إلا أنّ الصمت كان سيد الموقف ، وإنّ البسمة لم تجد لها سبيلاً الى شفتيه ، سوى أنّه قال لابنه : هل حصل معك في سفرك شيء ، فنفى الابن ، وكرّرها الأب ، ثمّ نفى الابن، الى أن قال الأب : ( يا بني ، هل اعتديت على عرض أحد ؟ ) ، فأدرك الابن أن حاصلاً قد حصل في البيت ، فما كان منه إلا أن اعترف لأبيه ، ثمّ كان منه البكاء والاستغفار والندم ، عندها حدّثه الأب ما حصل مع أخته ، وكيف أنّه هو قبّل تلك الفتاة بالشام قبلة ، فعاقبه الله بأن بعث السقا فقبّل أخته قبلة كانت هي دين عليه ، وقال له جملته المشهورة : ( يا بُنيّ دقة بدقة ، ولو زدت لزاد السقا ) ، أي أنّك قبّلت تلك الفتاة مرة فقبّل السّقا أختك مرة ، ولو زدت لزاد ، ولو فعلت أكثر من ذلك لفعل .
نعم ، ما أصدقها عبارة هذا الرجل الصالح ، وياليتنا نأخذ العبرة فأعتبروا يا اولوا الالباب واعلموا ان الدنيا كما تدين تدان
ابن ادم البر لايبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت
اللهم احفظنا واحفظ نسائنا وابنائنا وبناتنا اللهم استر عورات المسلمين والمسلمات
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
اخيكم فى الله
الشيخ محسن عطالله / ابو بهاء المصرى
__________________
الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين
وبعد .................. احبتى فى الله
كم سمعنا هذه المقولة ونحن لا نعيرها اهتماما ، نعم لا نعيرها اهتماما ، إنها مقولة قد ننطق بها جميعا ، ولكننا وللاسف الشديد ننطقها بألسنتنا ولا تستشعرها قلوبنا
ولأنتقل بكم الى المقولة التى اردتها الا وهى : افعل ما شئت فكما تدين تدان ، كم مرة سمعتم هذه الكلمة وكم مرة استشعرت هذه ؟الكلمة قلوبكم ، اذا اردتم ان تعرفوا مدى تأثير هذه الكلمة ، . فأقرأوا معى هذه القصة ثم احكموا هل فعلا هذه المقولة لها تأثير ام لا وما مدى هذا التأثير
انها قصة واقعية حدثت بالفعل فى مدينة الموصل في شمال العراق ، وكان ذلك فى مطلع القرن الماضي ،
انها قصة تاجر من التجار كان صاحب خلق ودين واستقامة و كان كثير الانفاق فى أبواب الخير من انفاق على الفقراء والمعوزين وباني المساجد ومشاريع الخير .
فلما كبرت به السن وتقدم به العمر وكان له ولد وبنت ، وكان كثير المال ذائع الصيت ، فأراد أن يسلم تجارته لابنه من بعده، حيث كان التاجر يشتري من شمال العراق الحبوب والأقمشة وغيرها ويبيعها في الشام ويشتري من الشام الزيوت والصابون وغير ذلك ليبيعه في العراق فكان كثير الترحال .
جلس التاجر مع ابنه وأوصاه وعرّفه بأسماء تجار دمشق الصادقين ، ثم أوصاه بتقوى الله إذا خرج للسفر وقال : ( يا بني ، والله إني ما كشفت ذيلي في حرام ، وما رأى أحدٌ لحمي غير أمّك ، يا بنيّ حافظ على عرض أختك بأن تحافظ على أعراض النّاس ) .
وخرج الشاب في سفره وتجارته ، وباع في دمشق واشترى وربح المال الكثير ، وحمّله تجّار دمشق السلام الحار لأبيه التاجر التقيّ الصالح الورع.
وفى طريق العودة وقبيل غروب شمس يوم وقد حطّت القافلة رحالها للراحة ، أما الشاب فراح يحرس تجارته ويرقب الغادي والرائح ، وإذا بفتاة تمرّ من المكان ، فراح ينظر إليها ، فزيّن له الشيطان فعل السوء ، وهاجت نفسه الأمّارة بالسوء ، فاقترب من الفتاة وقبّلها بغير إرادتها قبلة ، ثمّ سرعان ما انتبه الى فعلته وتيقّظ ضميره ، وتذكّر نظر الله إليه ، ثمّ تذكّر وصية أبيه ، فاستغفر ورجع الى قافلته نادماً مستغفراً .
فينتقل المشهد الى الموصل ، وحيث الابن ما زال في سفره الذي وقع فيه ما وقع ، حيث الوالد في بيته يجلس في علّيته وفي زاوية من زواياها ، وإذا بساقي الماء الذي كان ينقل إليهم الماء على دابته يطرق الباب الخارجي لفناء البيت ، وكان السّقا رجلاً صالحاً وكبير السن ، اعتاد لسنوات طويلة أن يدخل البيت ، فلم يُر منه إلا كلّ خير . وكان من عادة ذلك السقا انه يدق على الباب ويبتعد قليلا عنه فإذا فتح الباب دخل ولم ينظر من فتح ارجل ام امرأة فقد كان يغض بصره دائما ، وجاء السقا ودق الباب
فخرجت الفتاة أخت الشاب لتفتح الباب ، ودخل السقا وصبّ الماء في جرار البيت بينما الفتاة عند الباب تنتظر خروجه لتغلق الباب ، وما أن وصل السقا عند الباب وفي لحظة خاطفة زيّن له الشيطان فعل السوء ، وهاجت نفسه الأمّارة بالسوء فالتفت يميناً وشمالاً ، ثمّ مال الى الفتاة ، فقبّلها بغير إرادتها قبلة ، ثم مضى ، كل هذا والوالد يجلس في زاوية من زوايا البيت الواسع يرى ما يجري دون أن يراه السّقا ، وكانت ساعة الصمت الرهيب من الأب ، ثم الاسترجاع أن يقول ( إنّا لله وإنّا إليه راجعون ) ، ثم يقول ( لا حول ولا قوّة إلا بالله ) ، وتعجب قائلا فى نفسه أنّ هذا السّقا ما فعل هذا في شبابه فكيف يفعلها اليوم، لابد ان هناك خطأ ما حدث ، وفكر الرجل قليلا ، وأدرك أنّما هو دينٌ على أهل البيت ، وأدرك أنّ ابنه قد فعل في سفره فعلة استوجبت من أخته السداد .
ولمّا وصل الشاب وسلّم على أبيه وأبلغه سلام تجّار دمشق ، ثمّ وضع بين يديه أموالاً كثيرة ربحها ، إلا أنّ الصمت كان سيد الموقف ، وإنّ البسمة لم تجد لها سبيلاً الى شفتيه ، سوى أنّه قال لابنه : هل حصل معك في سفرك شيء ، فنفى الابن ، وكرّرها الأب ، ثمّ نفى الابن، الى أن قال الأب : ( يا بني ، هل اعتديت على عرض أحد ؟ ) ، فأدرك الابن أن حاصلاً قد حصل في البيت ، فما كان منه إلا أن اعترف لأبيه ، ثمّ كان منه البكاء والاستغفار والندم ، عندها حدّثه الأب ما حصل مع أخته ، وكيف أنّه هو قبّل تلك الفتاة بالشام قبلة ، فعاقبه الله بأن بعث السقا فقبّل أخته قبلة كانت هي دين عليه ، وقال له جملته المشهورة : ( يا بُنيّ دقة بدقة ، ولو زدت لزاد السقا ) ، أي أنّك قبّلت تلك الفتاة مرة فقبّل السّقا أختك مرة ، ولو زدت لزاد ، ولو فعلت أكثر من ذلك لفعل .
نعم ، ما أصدقها عبارة هذا الرجل الصالح ، وياليتنا نأخذ العبرة فأعتبروا يا اولوا الالباب واعلموا ان الدنيا كما تدين تدان
ابن ادم البر لايبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت
اللهم احفظنا واحفظ نسائنا وابنائنا وبناتنا اللهم استر عورات المسلمين والمسلمات
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
اخيكم فى الله
الشيخ محسن عطالله / ابو بهاء المصرى
__________________