الشيخ :محسن عطالله / ابو بهاء المصرى


**رسالة ترحيب بالزوار **
هذه ولله الحمد والمنّة صفحات أرجو بها الفائدة لي وللمسلمين في أنحاء العالم وقد وفقني الله تعالى لجمع ما تيسر لي من معلومات تفيدنا في فهم ديننا الحنيف والمساعدة على الثبات على هذا الدين الذي ارتضاه لنا سبحانه ووفقنا وهدانا لأن نكون مسلمين .

وشكراً لكم على زيارة هذا الموقع المتواضع. وما توفيقي إلا بالله العزيز الحميد فما أصبت فيه فمن الله عزّ وجل وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان فأسأل الله أن يغفر لي ولكم وأن يعيننا على فعل الخيرات وصالح الأعمال وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلّها اللهم آميـــن.
تحياتى لكم ...........

اخيكم فى الله / الشيخ محسن عطاالله .... ابو بهاء المصرى

الشيخ :محسن عطالله / ابو بهاء المصرى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الشيخ :محسن عطالله / ابو بهاء المصرى

المنتدى الاسلامى


    نحن والمزاح

    Admin
    Admin
    منشىء ومدير المنتدى


    عدد المساهمات : 148
    تاريخ التسجيل : 22/07/2010
    العمر : 64
    الموقع : جمهورية مصر العربية

    نحن والمزاح Empty نحن والمزاح

    مُساهمة من طرف Admin الأحد نوفمبر 21, 2010 9:47 pm




    24-08-2004, 06:58 AM
    [center]

    نحن والمزاح
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلينوبعد:

    فإن الإنسان مدني بطبعه، ومع اتساع المدن وكثرة الفراغ لدى بعضالناس، وانتشار أماكن التجمعات العامة كالمنتزهات والاستراحات، وكثرةالرحلات البرية، والاتصالات الهاتفية، واللقاءات المدرسية، والتجمعاتالشبابية، وتوسّع كثير من الناس في المزاح مع بعضهم البعض، دونضابط لهذاالأمر الذي قد يؤدي إلى المهالك، ويورث العداوة والبغضاء
    .

    والمراد بالمزاح: الملاطفة والمؤآنسة، وتطييب الخواطر، وإدخال السرور
    .
    وقد كان هذا من هدي النبيصلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك البخاريفي باب الانبساط إلى الناس مستدلاًبحديث: « يا أبا عمير ما فعل النغير
    » .

    وكذلك ما رواه أبو داود عن أنس- رضيالله عنه- أن رجلاً أتى النبيصلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله احملني
    .

    فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إنا حاملوك على ولد الناقة
    »

    قالوما أصنع بولد الناقة؟فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « وهل تلد الإبل إلاالنوق
    » .

    وعن أنس- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له
    :

    «
    يا ذا الأذنين » يمازحه [رواه الترمذي
    ].

    ولا شك أن لتبسك لطردالسأم والملل، وتطيب المجالس بالمزاحالخفيف فيه خير كثير، قال ابن تيمية- رحمهالله-: "فأما من استعانبالمباح الجميل على الحق فهذا من الأعمال الصالحة"، وقداعتبر بعضالفقهاء المزاح من المروءة وحسن الصحبة، ولا شك أن لذلك ضوابط منها
    :

    1- ألا يكون فيه شيء من الاستهزاء بالدين: فإن ذلك من نواقض الإسلام قال تعالى: { ولئن سألتهم ليقولن إنماكنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون . لا تعتذرواقدكفرتم بعد إيمانكم } [التوبة:65-66
    ]

    قال ابن تيمية رحمه الله: "الاستهزاءبالله وآياته ورسوله كفريكفر به صاحبه بعد إيمانه
    ".

    وكذلك الاستهزاءببعض السنن، ومما انتشر كالاستهزاء باللحيةأو الحجاب، أو بتقصير الثوب أوغيرها
    .

    قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين- أثابه الله- في المجموع الثمين

    (1/63): "
    فجانب الربوبية والرسالة والوحي والدين جانب محترم لا يجوزلأحدأن يبعث فيه لا باستهزاء بإضحاك، ولا بسخرية، فإن فعل فإنه كافر،لأنه يدل علىاستهانته بالله عزّ وجلّ ورسله وكتبه وشرعه، وعلى منفعل هذا أن يتوب إلى اللهعزّ وجلّ مما صنع، لأن هذا من النفاق، فعليهأن يتوب إلى الله ويستغفر ويصلحعمله ويجعل في قلبه خشية الله عزّوجلّ وتعظيمه وخوفه وحبته، والله وليالتوفيق
    ".

    2- لا يكون المزاح إلا صدقاً: قال صلى الله عليه وسلم: « ويل للذي يُحدِّث فيكذب ليُضحكَ به القومويل له » [رواه أبو داود
    ].

    وقال صلى الله عليه وسلممحذراً من هذاالمسلك الخطير الذي اعتادهبعض المهرجين : « إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليُضحكبها جلساءه يهويبها في النار أبعد من الثريا » [رواه أحمد
    ].

    3- عدم الترويع: خاصة ممن ليدهم نشاط و قوة أوبأيديهم سلاح أو قطعة حديد،أو يستغلون الظلام وضعف بعض الناس ليكون ذلك مدعاةإلى الترويعوالتخويف؛ عن أبي ليى قال: "حدثنا أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلمأنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهمفانطلقبعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع، فقال رسول الله صلى اللهوسلم: « لا يحل لمسلمأن يروع مسلماً » [رواه أبو داود
    ].

    4- الاستهزاءوالغمز واللمز: الناس مراتب في مداركهم وعقولهم وتتفاوت شخصياتهم،وبعض ضعافالنفوس- أهل الاستهزاء والغمز واللمز- قد يجدون شخصاً يكون لهمسُلَّماً للإضحاك والتندر- والعياذ بالله- وقد نهى الله عزّ وجلّ عن ذلكفقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومٌ من قوم عسى أن يكونواخيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنَّ خيراً منهنَّ ولا تلمزواأنفسكمولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان } [الحجرات:1
    ]

    قال ابنكثير في تفسيره: "المراد من ذلك احتقارهم واستصغارهموالإستهزاء بهم، وهذا حرام،ويعد من صفات المنافقين
    ".

    والبعض يستهزأ بالخلقة أو بالمشية أو المركبويُخشى على المستهزىء أن يجازيه الله عزّ وجلّ بسبب استهزائه قال صلى اللهعليهوسلم
    :

    «
    لا تُظهر الشماتة بأخيك، فيرحمه الله ويبتليك » [رواه الترمذي
    ].

    وحذر صلى الله عليه وسلم من السخرية والإيذاء؛ لأن ذلك طريقالعداوةوالبغضاء قال صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلملا يظلمه ولا يخذله ولايحقره، التقوى ها هنا- ويشير إلى صدره ثلاثمرات- بحسب امرىء من الشر أن يحقرأخاه المسلم. كل المسلمعلى المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه" [رواه مسلم
    ].

    5- أن لا يكون المزاح كثيراً: فإنالبعض يغلب عليهم هذا الأمر ويصبح ديدناً لهم، وهذا عكس الجدالذي هو من سماتالمؤمنين، والمزاح فسحة ورخصة لاستمرار الجدوالنشاط والترويح عن النفس
    .

    قال عمر بن عبد العزيز- رحمه الله-: "اتقوا المزاح، فإنه حمقة تورثالضغينة
    ".

    قال الإمام النووي- رحمه الله-: "المزاح المنهي عنه هو الذيفيهإفراط ويداوم عليه، فإنه يورث الضحك وقسوة القلب، ويشغل عنذكر اللهتعالى: ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد،ويسقط المهابةوالوقار، فأما من سلم من هذه الأمور فهو المباح الذيكان رسول الله صلى اللهعليه وسلم يفعله
    ".

    6- معرفة مقدار الناس: فإن البعض يمزح مع الكل بدون اعتبار، فللعالم حق، وللكبير تقديره،وللشيخ توقيره، ولهذا يجب معرفة شخصية المقابل فلا يمازح السفيهولا الأحمقولا من لا يُعرف
    .

    وفي هذا الموضوع قال عمر بن عبد العزيز: "اتقوا المزاح،فإنهيذهب المروءة
    ".

    وقال سعد بن أبي وقاص: "اقتصر في مزاحك، فإنالإفراط فيهيُذهب البهاء، ويُجرِّىء عليك السفهاء
    ".

    7- أن يكون المزاح بمقدار الملح للطعام: قال صلى اللهعليه وسلم: « لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميتالقلب » [صحيح الجامع 7312
    ].

    وقال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-: "من كثر ضحكه قلن هيبته،ومن مزحاستُخف به، ومن أكثر من شيء عُرف به
    ".

    فإياك إيّاك المزاح فإنه يجرِّىءعليك الطفل والدنس النذلاويذهب ماء الوجه بعد بهاءه ويورثه من بعد عزتهذلاً8- ألا يكون فيه غيبة: وهذا مرضخبيث، ويزين لدى البعض إنه يُحكى ويقال بطريقة المزاح،وإلا فهو داخل في حديثالنبي صلى الله عليه وسلم: « ذكرك أخاكبما يكره » [رواه مسلم
    ].

    9- اختيار الأوقات المناسبة للمزاح: كأن تكون في رحلةبرية، أو في حفل سمر، أو عند ملاقاة صديق،تتبسط معه بنكتة لطيفة، أو طرفةعجيبة، أو مزحة خفيفة، لتدخلالمودة على قلبه والسرور على نفسه، أو عندما تتأزمالمشاكل الأسريةويغضب أحد الزوجين، فإن الممازحة الخفيفة تزيل الوحشة وتعيدالمياهإلى مجاريها
    .


    أيها المسلم
    :

    قال رجل لسفيان بنعيينة- رحمه الله-: المزاح هجنة- أي مستنكر
    -!
    فأجابه قائلاً: "بل هو سنة، لكنلمن يُحسنه ويضعه في مواضعه
    ".

    والأمة اليوم وإن كانت بحاجة إلى زيادةالمحبة بين أفرادها وطرد السأممن حياتها، إلا أنها أغرقت في جانب الترويحوالضحك والمزاح فأصبحديدنها وشغل مجالسها وسمرها. فتضيع الأوقات، وتفنىالأعمار،وتمتلىء الصحف بالهزل واللعب
    .

    قال صلى الله عليه وسلم: « لوعلمتم ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً
    »

    قال في فتح الباري: "المرادبالعلم هنا ما يتعلق بعظمة الله وانتقامهممن يعصيه، والأهوال التي تقع عندالنزع والموت وفي القبر ويوم القيامة
    ".

    وعلى المسلم والمسلمة أن ينزع إلىاختيار الرفقة الصالحة الجادةفي حياتها ممن يعينون على قطع ساعات الدنيا والسيرفيها إلىالله عزّ وجلّ بجد وثبات، ممن يتأسون بالأخيار والصالحين، قالبلالبن سعد: "أدركتهم يشتدون بين الأغراض، ويضحك بعضهم إلى بعض،فإذا كانالليل كانوا رهباناً
    ".
    وسُئل ابن عمر- رضي الله عنهما: "هل كان أصحاب رسولالله صلىالله عليه وسلم يضحكون؟ قال: نعم، والإيمان في قلوبهم مثل الجبال
    ".
    فعليك بأمثال هؤلاء، فرسان النهار رهبان الليل
    .
    جعلنا الله وإياكمووالدينا من الآمنين يوم الفزع الأكبر، ممن ينادونفي ذلك اليوم العظيم: ادخلواالجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون
    .
    اخيكم فى الله / الشيخ محسن عطالله/ ابو بهاء المصرى



      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 7:52 pm