الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين النبى الآمى الامين
وبعد :
اخوانى واخواتى فى الله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التقى بكم اليوم نناقش موضوع هو من اهم الموضوعات التى قد تصادفنا فى حياتنا اليومية وهو عدم ارتداء بعض الفتيات المسلمات الحجاب الشرعى متعللين فى ذلك ببعض الاعذار الواهية ، وتعالوا لنرى بعض اجابات من ْتركنا الحجاب ، اولا: الحجاب فريضة اسلامية افترضها الله تعالى على المرأة المسلمة صونًا لعفافها، وحفاظًا على شرفها، وعنوانًا لدينها وإيمانها
قال تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا"
وقد جاء فى سبب نزول هذه الاية : قال كان ناس من فساق أهل المدينة يخرجون بالليل حين يختلط الظلام إلى طرق المدينة فيعرضون للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق يقضين حاجتهن فكان أولئك الفساق يبتغون ذلك منهن فإذا رأوا المرأة عليها جلباب قالوا هذه حرة فكفوا عنها فإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا عليها وقال مجاهد يتجلين فيعلم أنهن حرائر فلا يتعرض لهن فاسق بأذى ولا ريبة وقوله تعالى " وكان الله غفورا رحيما " أي لما سلف في أيام الجاهلية حيث لم يكن عندهن علم بذلك .
من أجل ذلك كان المجتمع الذي يبتعد عن منهج الله ويتنكب طريقه المستقيم: مجتمعًا مريضًا يحتاج إلى العلاج الذي يقوده إلى الشفاء والسعادة ومن الصور المؤلمة تفشي ظاهرة السفور والتبرج بين الفتيات وهذه الظاهرة نجد أنها أصبحت ـ للأسف ـ من سمات المجتمع الإسلامي، رغم انتشار الزي الإسلامي فيه، فما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الانحراف؟
فإذا استوقفنا فتاة من فتيات المسلمين لنسألها لمَ لا ترتدين الحجاب ؟ وانا اقول الحجاب وليس النقاب فلوأن هذا السؤال الذي سألناه طرحناه على فئات مختلفة من الفتيات كانت الحصيلة: بعد الفحص والتمحيص ان الاجابة تختلف من فتاة لأخرى، وكلٍ منهن تتعلل بأعذار واهية ، ما انزل الله بها من سلطان ، ولظهر لنا كم هي واهية تلك الأعذار! ولنتصفح معا هذه السطور لنتعرف من خلالها على أسباب الإعراض عن الحجاب، ونناقشها كلاً على حدة ،قد تجيب احداهن على السؤال فتقول : أنا لم أقتنع بعد بالحجاب.( مع العلم أن هذا الكلام شرك (فنسألها سؤالين:الأول: هل هي مقتنعة أصلاً بصحة دين الإسلام؟إجابتها بالطبع نعم مقتنعة؟ فهي تقول: 'لا إله إلا الله'، ويعتبر هذا اقتناعها بالعقيدة، وهي تقول: 'محمد رسول الله'، ويعتبر هذا اقتناعها بالشريعة، فهي مقتنعة بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهجًا للحياة. والسـؤال الثاني: هل الحجاب من شريعة الإسلام وواجباته؟لو أن هذه الأخت أخلصت وبحثت في الأمر بحث من يريد الحقيقة لقالت: نعم.فالله سبحانه وتعالى الذي تؤمن بألوهيته أمر بالحجاب في كتابه، والرسول الكريم الذي تؤمن برسالته أمر بالحجاب في سنته.
هذه واحدة من الاجابات التى قد نسمعها ، ثم نأتى الى الثانية لنسألها نفس السؤال لمَ لا ترتدين الحجاب ؟ فتأتى الاجابة كالتالى:قالت الثانية: أنا مقتنعة بوجوب الزي الشرعي ولكن والدتي تمنعني لبسه، وإذا عصيتها دخلت النار.يجيب على عذرها أكرم خلق الله رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول وجيز حكيم لا لبس فيه ولا غموض فيقول : ' ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق' (.ومكانة الوالدين في الإسلام ـ وبخاصة الأم ـ سامية رفيعة بل الله تعالى قرنها بأعظم الأمور ـ وهي عبادته وتوحيده ـ في كثير من الآيات ـ كما قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}[النساء:36].فطاعة الوالدين لا يحد منها إلا أمر واحد هو: أمرهما بمعصية الله؟، قال تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَاولا يمنع عدم طاعتهما في المعصية في الإحسان إليهما وبرهما قال تعالى: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}[لقمان:15 هذه الثانية ثم نأتى الى الثالثة لنسألها لمَ لا ترتدين الحجاب .. فـتأتى الاجابة : الجو حار في بلادنا وأنا لا أتحمله،فما بالكم إذا ارتديت الحجاب.لمثل هذه يقول الله تعالى: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ}[التوبة:81].كيف تقارنين حر بلادك بحر نار جهنم؟اعلمي أن الشيطان قد اصطادك بإحدى حبائله الواهية ليخرجك من حر الدنيا إلى نار جنهم، فأنقذي نفسك من شباكه، واجعلي من حر الشمس نعمة لا نقمة، إذ هو يذكرك بشدة عذاب الله تعالى يوم يفوق هذا الحر أضعاف مضاعفة. ثم نأتى الى الرابعة لتجيب على سؤالنا فـتأتى الاجابة : أخـاف إذا التزمت بالحجاب أن أخلعه مرة أخرى، فقد رأيت كثيرات يفعلن ذلك!!.فنقـول لمـثل هذه: لو كان كل الناس يفكرون بمنطقك هذا لتركوا الدين جملة وتفصيلاً، ولتركوا الصلاة؛ لأن بعضهم يخاف تركها، ولتركوا الصيام لأن كثيرين يخافون من تركه .. إلخ .. أرأيت كيف نصب الشيطان حبائله مرة أخرى فصدك عن الهدى؟قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل. لماذا لم تبحثي عن الأسباب التي أدت بهؤلاء إلى ترك الحجاب حتى تجتنبيها وتعملي على تفاديها؟ ثم نـاتى الى الخـامسة لتكون الاجابة : أخشى إن التزمت بالزي الشرعي أن يطلق عليّ اسم جماعة معينة وأنا أكره التحزب.إن في الإسلام حزبين فقط لا غير، ذكرهما الله في كتابه الكريم: الحزب الأول: هو حزب الله، الذي ينصره الله تعالى بطاعة أوامره واجتناب نواهيه واجتناب معاصيه، والحزب الثاني: هو حزب الشيطان، الذي يعصي الرحمن ويكثر في الأرض الفساد، وأنت حين تلتزمين أوامر الله ومن بينها الحجاب تصيرين مع حزب الله المفلحين، وحين تتبرجين وتبدين مفاتنك تركبين سفينة الشيطان وأوليائه من المنافقين والكفار. وبئس أولئك رفيقًا. ثم ننتقل الى الـسادسـة فتـأتى الاجابـة : لقد قيل لي: إذا لبست الحجاب فلن يتزوجك أحد لذلك سأترك هذا الأمر حتى أتزوج؟إن زوجًا يريدك سافرة متبرجة عاصية لله هو زوج غير جدير بك، زوج لا يغار على محارم الله، ولا يغار عليك، ولا يعينك على دخول الجنة والنجاة من النار. انما هو عون للشيطان عليكى ، و بيتًا بني من أساسه على معصية الله وإغضابه حق على الله تعالى أن يكتب له الشقاء في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[طـه:124].وبعد، لابـد لنا إن نعلم تمام العلم أن الزواج نعمة من نعم الله يعطيها من يشاء، فكم من متحجبة تزوجت، وكم من سافرة لم تتزوج وإذا قالت: إن تبرجي وسفوري هو وسيلة لغاية طاهرة، ألا وهي الزواج، فإن الغاية الطاهرة لا تبيح الوسيلة الفاجرة في الإسلام، فإذا شرفت الغاية فلابد من طهارة الوسيلة؛ لأن قاعدة الإسلام تقول: الوسائل لها حكم المقاصد.وانت ما قولك أيتها السابعة؟ تقول: أعرف أن الحجاب واجب، ولكنني سألتزم به عندما يهديني الله.نسأل هذه الأخت عن الخطوات التي اتخذتها حتى تنال هذه الهداية الربانية؟فنحن نعرف أن الله تعالى قد جعل بحكمته لكل شيء سببًا، فكان من ذلك أن المريض يتناول الدواء كي يشفى، والمسافر يركب العربة أو الدابة حتى يصل غايته، والأمثلة لا حصر له. فهل سعت هي جادة في طلب الهداية، وبذلت أسبابها: من دعاء الله تعالى مخلصة، كما قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة:6].ومجالسة الصالحات فإنهن خير معين على الهداية والاستمرار فيها، حتى يهديها الله تعالى، ويلهمها رشدها وتقواها فتلتزم بأوامره تعالى وتلبس الحجاب الذي أمر به المؤمنات؟وما قولك ايتها الثامنة؟ قالت: الوقت لم يحن بعد وأنا ما زلت صغيرة على الحجاب، وسألتزم بالحجاب بعد أن أكبر وبعد أن أحج.
نقول لمثل هذه وهل اخذت على ملك الموت عهدا الا يقبض روحك حتى تتوبين وترجعين وتطبقين شرع الله ، إن لملك الملوك زائر يقف على بابك ينتظر أمر الله حتى يفتحه عليك في أي لحظة من لحظات عمرك. قال تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}[الأعراف:34].الموت لا يعرف صغيرة ولا كبيرة، وربما جاء لك وأنت مقيمة على هذه المعصية العظيمة تحاربين رب العزة بسفورك وتبرجك.وجاء دور التاسعة: فقالت: إمكانياتي المادية لا تكفي لاستبدال ملابسي بأخرى شرعية.و مثـل هذه نقول لها في سبيل رضوان الله تعالى ودخول الجنة يهون كل غال ونفيس من نفس أو مال.وأخيرًا قالت العاشرة: لا أتحجب عملاً بقول الله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:11]، فكيف أخفي ما أنعم الله به علي من شعر ناعم وجمال فاتن ؟ وهذه تلتزم بكتاب الله وأوامره ما دامت هذه الأوامر توافق هواها وفهمها، وتترك هذه الأوامر نفسها حين، لا تعجبها، وإلا فلماذا لم تلتزم بقوله تعالى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا}[النور:31]، وبقوله سبحانه: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب:59]. إن أكبر نعمة أنعم الله بها علينا هي نعمة الإيمان والهداية، فلماذا لم تظهري وتتحدثي بأكبر النعم التي أنعم الله بها عليك ومنها الحجاب الشرعي؟
اخوانى واخواتى هذه عدة اسئلة قد نطرحها على انفسنا لكى نعرف اجاباتها وقد تدور فى خاطر او بال احدٍ منا وها نحن قد توقفنا على بعض الاعذار والاجابات التى قد نسمعها ، ولكنها وللاسف اجابات واعذار واهية ، قد تُـلقى بنا فى الهاوية وما ادراك ما هى نار حامية
أجارنى الله واياكم جميعا من النار وعذاب النار وأسكننا جنات عالية ،قطوفها دانية ،لا نسمع فيها لاغية .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
اخيكم فى الله / راجى عفوا الله
الشيخ محسن عطالله / ابو بهاء المصرى
امام وخطيب مسجد المختار
وبعد :
اخوانى واخواتى فى الله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التقى بكم اليوم نناقش موضوع هو من اهم الموضوعات التى قد تصادفنا فى حياتنا اليومية وهو عدم ارتداء بعض الفتيات المسلمات الحجاب الشرعى متعللين فى ذلك ببعض الاعذار الواهية ، وتعالوا لنرى بعض اجابات من ْتركنا الحجاب ، اولا: الحجاب فريضة اسلامية افترضها الله تعالى على المرأة المسلمة صونًا لعفافها، وحفاظًا على شرفها، وعنوانًا لدينها وإيمانها
قال تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا"
وقد جاء فى سبب نزول هذه الاية : قال كان ناس من فساق أهل المدينة يخرجون بالليل حين يختلط الظلام إلى طرق المدينة فيعرضون للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق يقضين حاجتهن فكان أولئك الفساق يبتغون ذلك منهن فإذا رأوا المرأة عليها جلباب قالوا هذه حرة فكفوا عنها فإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا عليها وقال مجاهد يتجلين فيعلم أنهن حرائر فلا يتعرض لهن فاسق بأذى ولا ريبة وقوله تعالى " وكان الله غفورا رحيما " أي لما سلف في أيام الجاهلية حيث لم يكن عندهن علم بذلك .
من أجل ذلك كان المجتمع الذي يبتعد عن منهج الله ويتنكب طريقه المستقيم: مجتمعًا مريضًا يحتاج إلى العلاج الذي يقوده إلى الشفاء والسعادة ومن الصور المؤلمة تفشي ظاهرة السفور والتبرج بين الفتيات وهذه الظاهرة نجد أنها أصبحت ـ للأسف ـ من سمات المجتمع الإسلامي، رغم انتشار الزي الإسلامي فيه، فما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الانحراف؟
فإذا استوقفنا فتاة من فتيات المسلمين لنسألها لمَ لا ترتدين الحجاب ؟ وانا اقول الحجاب وليس النقاب فلوأن هذا السؤال الذي سألناه طرحناه على فئات مختلفة من الفتيات كانت الحصيلة: بعد الفحص والتمحيص ان الاجابة تختلف من فتاة لأخرى، وكلٍ منهن تتعلل بأعذار واهية ، ما انزل الله بها من سلطان ، ولظهر لنا كم هي واهية تلك الأعذار! ولنتصفح معا هذه السطور لنتعرف من خلالها على أسباب الإعراض عن الحجاب، ونناقشها كلاً على حدة ،قد تجيب احداهن على السؤال فتقول : أنا لم أقتنع بعد بالحجاب.( مع العلم أن هذا الكلام شرك (فنسألها سؤالين:الأول: هل هي مقتنعة أصلاً بصحة دين الإسلام؟إجابتها بالطبع نعم مقتنعة؟ فهي تقول: 'لا إله إلا الله'، ويعتبر هذا اقتناعها بالعقيدة، وهي تقول: 'محمد رسول الله'، ويعتبر هذا اقتناعها بالشريعة، فهي مقتنعة بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهجًا للحياة. والسـؤال الثاني: هل الحجاب من شريعة الإسلام وواجباته؟لو أن هذه الأخت أخلصت وبحثت في الأمر بحث من يريد الحقيقة لقالت: نعم.فالله سبحانه وتعالى الذي تؤمن بألوهيته أمر بالحجاب في كتابه، والرسول الكريم الذي تؤمن برسالته أمر بالحجاب في سنته.
هذه واحدة من الاجابات التى قد نسمعها ، ثم نأتى الى الثانية لنسألها نفس السؤال لمَ لا ترتدين الحجاب ؟ فتأتى الاجابة كالتالى:قالت الثانية: أنا مقتنعة بوجوب الزي الشرعي ولكن والدتي تمنعني لبسه، وإذا عصيتها دخلت النار.يجيب على عذرها أكرم خلق الله رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول وجيز حكيم لا لبس فيه ولا غموض فيقول : ' ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق' (.ومكانة الوالدين في الإسلام ـ وبخاصة الأم ـ سامية رفيعة بل الله تعالى قرنها بأعظم الأمور ـ وهي عبادته وتوحيده ـ في كثير من الآيات ـ كما قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}[النساء:36].فطاعة الوالدين لا يحد منها إلا أمر واحد هو: أمرهما بمعصية الله؟، قال تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَاولا يمنع عدم طاعتهما في المعصية في الإحسان إليهما وبرهما قال تعالى: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}[لقمان:15 هذه الثانية ثم نأتى الى الثالثة لنسألها لمَ لا ترتدين الحجاب .. فـتأتى الاجابة : الجو حار في بلادنا وأنا لا أتحمله،فما بالكم إذا ارتديت الحجاب.لمثل هذه يقول الله تعالى: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ}[التوبة:81].كيف تقارنين حر بلادك بحر نار جهنم؟اعلمي أن الشيطان قد اصطادك بإحدى حبائله الواهية ليخرجك من حر الدنيا إلى نار جنهم، فأنقذي نفسك من شباكه، واجعلي من حر الشمس نعمة لا نقمة، إذ هو يذكرك بشدة عذاب الله تعالى يوم يفوق هذا الحر أضعاف مضاعفة. ثم نأتى الى الرابعة لتجيب على سؤالنا فـتأتى الاجابة : أخـاف إذا التزمت بالحجاب أن أخلعه مرة أخرى، فقد رأيت كثيرات يفعلن ذلك!!.فنقـول لمـثل هذه: لو كان كل الناس يفكرون بمنطقك هذا لتركوا الدين جملة وتفصيلاً، ولتركوا الصلاة؛ لأن بعضهم يخاف تركها، ولتركوا الصيام لأن كثيرين يخافون من تركه .. إلخ .. أرأيت كيف نصب الشيطان حبائله مرة أخرى فصدك عن الهدى؟قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل. لماذا لم تبحثي عن الأسباب التي أدت بهؤلاء إلى ترك الحجاب حتى تجتنبيها وتعملي على تفاديها؟ ثم نـاتى الى الخـامسة لتكون الاجابة : أخشى إن التزمت بالزي الشرعي أن يطلق عليّ اسم جماعة معينة وأنا أكره التحزب.إن في الإسلام حزبين فقط لا غير، ذكرهما الله في كتابه الكريم: الحزب الأول: هو حزب الله، الذي ينصره الله تعالى بطاعة أوامره واجتناب نواهيه واجتناب معاصيه، والحزب الثاني: هو حزب الشيطان، الذي يعصي الرحمن ويكثر في الأرض الفساد، وأنت حين تلتزمين أوامر الله ومن بينها الحجاب تصيرين مع حزب الله المفلحين، وحين تتبرجين وتبدين مفاتنك تركبين سفينة الشيطان وأوليائه من المنافقين والكفار. وبئس أولئك رفيقًا. ثم ننتقل الى الـسادسـة فتـأتى الاجابـة : لقد قيل لي: إذا لبست الحجاب فلن يتزوجك أحد لذلك سأترك هذا الأمر حتى أتزوج؟إن زوجًا يريدك سافرة متبرجة عاصية لله هو زوج غير جدير بك، زوج لا يغار على محارم الله، ولا يغار عليك، ولا يعينك على دخول الجنة والنجاة من النار. انما هو عون للشيطان عليكى ، و بيتًا بني من أساسه على معصية الله وإغضابه حق على الله تعالى أن يكتب له الشقاء في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[طـه:124].وبعد، لابـد لنا إن نعلم تمام العلم أن الزواج نعمة من نعم الله يعطيها من يشاء، فكم من متحجبة تزوجت، وكم من سافرة لم تتزوج وإذا قالت: إن تبرجي وسفوري هو وسيلة لغاية طاهرة، ألا وهي الزواج، فإن الغاية الطاهرة لا تبيح الوسيلة الفاجرة في الإسلام، فإذا شرفت الغاية فلابد من طهارة الوسيلة؛ لأن قاعدة الإسلام تقول: الوسائل لها حكم المقاصد.وانت ما قولك أيتها السابعة؟ تقول: أعرف أن الحجاب واجب، ولكنني سألتزم به عندما يهديني الله.نسأل هذه الأخت عن الخطوات التي اتخذتها حتى تنال هذه الهداية الربانية؟فنحن نعرف أن الله تعالى قد جعل بحكمته لكل شيء سببًا، فكان من ذلك أن المريض يتناول الدواء كي يشفى، والمسافر يركب العربة أو الدابة حتى يصل غايته، والأمثلة لا حصر له. فهل سعت هي جادة في طلب الهداية، وبذلت أسبابها: من دعاء الله تعالى مخلصة، كما قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة:6].ومجالسة الصالحات فإنهن خير معين على الهداية والاستمرار فيها، حتى يهديها الله تعالى، ويلهمها رشدها وتقواها فتلتزم بأوامره تعالى وتلبس الحجاب الذي أمر به المؤمنات؟وما قولك ايتها الثامنة؟ قالت: الوقت لم يحن بعد وأنا ما زلت صغيرة على الحجاب، وسألتزم بالحجاب بعد أن أكبر وبعد أن أحج.
نقول لمثل هذه وهل اخذت على ملك الموت عهدا الا يقبض روحك حتى تتوبين وترجعين وتطبقين شرع الله ، إن لملك الملوك زائر يقف على بابك ينتظر أمر الله حتى يفتحه عليك في أي لحظة من لحظات عمرك. قال تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}[الأعراف:34].الموت لا يعرف صغيرة ولا كبيرة، وربما جاء لك وأنت مقيمة على هذه المعصية العظيمة تحاربين رب العزة بسفورك وتبرجك.وجاء دور التاسعة: فقالت: إمكانياتي المادية لا تكفي لاستبدال ملابسي بأخرى شرعية.و مثـل هذه نقول لها في سبيل رضوان الله تعالى ودخول الجنة يهون كل غال ونفيس من نفس أو مال.وأخيرًا قالت العاشرة: لا أتحجب عملاً بقول الله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:11]، فكيف أخفي ما أنعم الله به علي من شعر ناعم وجمال فاتن ؟ وهذه تلتزم بكتاب الله وأوامره ما دامت هذه الأوامر توافق هواها وفهمها، وتترك هذه الأوامر نفسها حين، لا تعجبها، وإلا فلماذا لم تلتزم بقوله تعالى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا}[النور:31]، وبقوله سبحانه: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب:59]. إن أكبر نعمة أنعم الله بها علينا هي نعمة الإيمان والهداية، فلماذا لم تظهري وتتحدثي بأكبر النعم التي أنعم الله بها عليك ومنها الحجاب الشرعي؟
اخوانى واخواتى هذه عدة اسئلة قد نطرحها على انفسنا لكى نعرف اجاباتها وقد تدور فى خاطر او بال احدٍ منا وها نحن قد توقفنا على بعض الاعذار والاجابات التى قد نسمعها ، ولكنها وللاسف اجابات واعذار واهية ، قد تُـلقى بنا فى الهاوية وما ادراك ما هى نار حامية
أجارنى الله واياكم جميعا من النار وعذاب النار وأسكننا جنات عالية ،قطوفها دانية ،لا نسمع فيها لاغية .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
اخيكم فى الله / راجى عفوا الله
الشيخ محسن عطالله / ابو بهاء المصرى
امام وخطيب مسجد المختار