بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلاة وسلاما على اشرف المرسلين النبى الامى الامين عليه وعلى اله واصحابه واتباعه افضل الصلاة واتم التسليم
وبعد
اخوانى /تى فى الله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم التقى بكم لنتدارس موضوع جديد والموضوع عبارة حوار دار بينى وبين ابنتى , جلست تحاورنى فى امور عدة , وتشعبت بنا الطرق , وتناولنا اطراف الحديث فى موضوعات شتى , وكان من بينها تعطش الفتيات من بنات جنسها , الى معرفة امور دينهم , حتى اصبحن يتشربن كل ما يقال لهن او يلقى عليهن دون تمحيص او تفنيد , وهالنى ما قالته ابنتى من كلمات وكان من بين كلماتها ان قالت لى بالحرف الواحد , قالت أببى نحن كالاسفنجة نتشرب كل شىء , سواء كان غثا او سمينا , صالحا او طالحا , ضارا او نافعا , دون تمييز منا
ومن شدة وقع الكلمة وتأثيرها فى نفسى , ادركت انه لزاما على ان اتناول هذا موضوع بشىء من التوضيح لبيان الغث من الثمين فيما تعيشه ابنتى ومن على شاكلتها من بنات جنسها ...
من هنا اردت ان اناقش معكم هذه القضية وهى قضية المراة التى تشبه الاسفنجة ............... واسأل الله لى ولكم التوفيق والسداد والرشاد
اخوانى واخواتى / ابنائى وبناتى /
لقد تبوأت المرأة في الإسلام مكانًا عليًا في أسرتها ومجتمعها؛ فهي الأم التي تُربي الأجيال، وهي الزوجة المصون التي تشارك الرجل كفاحه وجهاده فى معترك الحياة.وهى الاخت الحنون ,. التى تحنوا على من حولها برقة قلبها
ومع مرور الزمان وتعاقب الايام عصفت ببعض النساء عواصف وفتن وشهوات فأصبحت المرأة منهن , تابعة لا متبوعة، ومَقُودة لا قائدة.
وهذه بعض المواقف التى تمر بها المرأة فى زماننا هذا
فالمرأة التى هى كالاسفنجه نموذج لحالات بعض النساء التي يؤلم النفس ، ويحزّ في الخاطر حالُهن وما صرن اليه .وما يعايشنه من مظاهر زائفة، وعادات وافدة، وأمور انتشرت، وطباع استشرت، حتى غلبت على الكثيرات منهن إلا من شاء الله. وأصبحت ذات الدين , وصاحبة الخلق , والثبات نادرة الوجود فى زماننا , حتى وان كن نرى البعض منهن يتحلين بالباس الاسلامى , ويظهرن امام عامة الناس بمظهرهن الايمانى الاسلامى , الا ان البعض منهن قد ابتعدن عن خلق الاسلام , فالاسلام جوهر ومظهر , ولابد من ان يدل المظهر على الجوهر , أما أن يكون المظهر طيب جميل والجوهر على عكس ذلك فهذا ما لايرضاه الاسلام لاهله واتباعه ولا حول ولا قوة الا بالله!!
اخوانى واخواتى فى الله : هذه بعض صفات المرأة الإسفنجية وواقعها لِتَرَيْ ابنتى وتحذري اختاه من أن تقتفي أثرها وتقعي في هاويتها. وإن كان بك بعض تلك الصفات فمن يحول بينك وبين العودة والتوبة والرجوع والأوبة الى الله تعالى. يكفي أنها كَشفت لك الحُجب، وأزالت عن سمائك السحب، وتنبهت لأمرٍ أنت عنه غافلة. جعلك الله هادية مهدية , تقية نقية .
وهذه صفة واحدة من صفات المرأة الاسفنجية كما يقال عنها وكما سمتها ابنتى
ابنتى يا ابنة الاسلام وحفيدة عائشة وفاطمة وزينب : لقد استمعتى كثيرًا إلى ما يهم أناقتك وجمالك وشعرك وأظافرك، بل وحتى حذاءك الذى تردينه فى قدميك !! ولكن هذه المرة استمعي إلى ما يُكتب لك على قلبك وروحك وجوهرك..
فعقلُك أهم من أناقتك نعم الاناقة شىء مطلوب منك لزوجك ولكن عقلك أهم ، وروحك التى تعملين على تطهيرها أهم من أظافرك التى تلونينها بالمانيكير ، وآخرتك التى اليها معادنا جميعا أهم من دنياك التى لا تدوم ولا تبقى لاحد من البشر , فما الدنيا الا كقطار ننتقل به من مكان الى مكان , فهى ليست دار قرار ولا استقرار انما هى دار ممر نعبر من خلاله الى دار المستقر . أليس كذلك؟!
إذًا اسمحي لي ابنتى أن أتحدث إليك في ايجاز وعلى عجالة. فقد استمعت الى الكثير عن كل شيء فى الحياة الدنيا , من امر الموضات وقصات الشعر والمكياجات وادوات التجميل الى اخر ما سمعتى من ملذات الحياة الدنيا , فاسمعي هذه المرة الى القليل .. والقليل!!لكى تحذرى وتكونى على بينة من امر دينك الذى ارتضاه الله لكى .
ابنتى الغاليه :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
ولا يكن قلبك مثل الإسفنجة يتشرب كل شيء، بل اجعله مثل الزجاجة ترى الحقائق من ورائها ولا يدخلها شيء، يأخذ ما ينفعه ويترك ما يضره، يأخذ الصالح ويترك الفاسد.
المرأة الإسفنجية امرأة ذات فراغ ديني وخواء فكري، تقبل التبعية وترضى بالانقياد دون تمييز ولا تمحيص. فقد تحولَّت إلى ما يشبه المادة الإسفنجية التي تمتص كل مادة سائلة ترد إليها؛ لا تفرِّق بين الماء النقي أو الكدر.
إنها تمتص الماء العذب الزلال وتمتص الماء الآسن. المرأة الإسفنجية يصدق على أفعالها وأقوالها وتصرفاتها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «لتتبِعُنَّ سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه».
وصدق صاحب المعجزات الباهرات؛ فقد حذا الكثيرات من بناتنا وشبابنا حذو القذة، بل ودخلوا جحر الضب وما خرجوا منه!!
أما المسلمة المؤمنة؛ صاحبة التميز والخلق الرفيع ؛ حفيدة عائشة وفاطمة وأسماء، فإنها تزن الأمور بميزان الشرع، وتنظر اليها بعين الدين، فما وافق قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم أخذت به ورضيت بل وعملت به ، و ما خالف قول الله ورسوله ، نبذته وراء ظهرها، وكرهته، بل ودعت إلى الحذر منه. هى متبعة فى ذلك قول الله تعالى : {وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }
اما المرأة الإسفنجية امرأة تسير دون دين ولاعلم،بل تتبع ما تميل اليه من الشهوات وما تأمره بها نفسها الامارة بالسوء , يقول سبحانه : { ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها } ولننظر سويا لهذه المرأة فها هي منذ أن استقرت في منزل زوجها وهي تغزل أمرها وتدبر حيلتها وتعمل جاهدة ان تجعل زوجها يدور فى دائرتها ويعمل لها وبها، حتى إذا استوت في قلب زوجها أو قاربت , بدأت تتقرَّب إليه وتجذبه اليها بأمور قد لا تليق بها فنرى البعض منهن اقول البعض , يتقربن الى الزوج عن طريق تشويه صورة أهله على شكل معين فهى في كل شهر تنقل له كلمة واحدة او كلمتين عن اهلة وعشيرته , ليصل إلى أذنه جرعات بسيطة وعلى فترات بعيدة .
ما يكدر خاطره ويسيء فهمه ناحية اهله وعشيرته. حتى اذا ما تيقن لها وقوع ذلك في قلبه وأنه صار مَطِيَّة لها واصبح يستمع لها , بدأت تضاعف الجرعات السامة التى تلقيها اليه , لتسكن في قلبه بقصد التقرب إليه ,محاولة بذلك أن يكره أهله ويبتعد عنهم , ويتقرب إليها ويشعر أنها الوحيدة الصادقة المُحبة له..
وبعد حين من ادعاء المحبة؛ بل في شهور فقط بدأ يتناسى عشرين عامًا أو تزيد مع أهله.. فبعد سنين المحبة والمودة بدأ الكره لاهله يسكن فى نفسه , فنراه يكره أخاه اوأخته ثم إمه وأبيه .. وقس على ذلك .
فنراها تصور له انهم قد اجتمعوا عليه, يكيدون له ويحيكون له المؤامرات كما أوهمته فكانوا في نظره ألدَّ أعدائه وأشد خصمائه!! شهور وهي تُسقيه ذلك المُغفل بسُمٍ زعاف وكأس حنظل.
أما إن كان الرجل ذا عقل وحصافة وحسن إدراك فإنه ينهرها منذ الخطوة الأولى ويقطع عليها الطريق ولا يعوِّدها على الغيبة والنميمة وفي مَنْ؟! في أحب الناس إليه، وأكثرهم حقًا عليه!!
وهذه المرأة الإسفنجية ، نراها قاصرة النظر؛ فربما عاد الرجل لرشده، وهذا غالبًا مايكون، أو حصل نزاع وخلاف بين الزوجين، وهذا مألوف، فتكون الإسفنجة في مهبِّ الريح؛ لا تجد سندًا لها من أهله، ولا تجد معينًا منهم؛ وإن أدرك الرجل، ولو بعد حين، سوءَ طويتها ودناءة خلقها فنراه وقد انقلب عليها وسامها بل وسقاها من نفس الكأس الذى كانت تسقيه منه.
اما عن السيئات والذنوب التى كانت ترتكبها وهى لاتدرى او تدرى ,فيكفي انها كانت تعمل على قطيعتها للرحم وتشويش الخواطر وتكدير النفوس. وما الغيبة والنميمة إلا لتلك طريقٌ؛ وبئس الوقود إلى الآخرة.
وفي نهاية المطاف لا ظهرًا ركبت ولا أمرًا أدركت!! وهل يجنى من الشوك إلا الحنظل؟!
وتعالوا لنتأمل جميعا هذا النموذج الطيب من النساء :
كان ببغداد رجل بزَّاز { والبزاز هو تاجر الاقمشة } له ثروة، فبينما هو في حانوته او محل تجارته اذ أقبلت إليه صبية فالتمست منه شيئًا تشتريه. فبينما هي تحادثه كشفت وجهها في خلال ذلك، فتحيَّر من امرها ، وقال: قد والله تحيرت مما رأيت.
فقالت: ما جئت لأشتري شيئًا، إنما لي أيام أتردد إلى السوق ليقع بقلبي رجل أتزوجه،تبحث عن رجل تتزوجه , وقد وقعت أنت بقلبي، ولي مالٌ، فهى لاتحتاج الى رجل للانفاق عليها , فهى عندها من المال الكثير , ولكنها تريد زوجا لها تأنس به ويأنس بها , وسألته قائلة له , فهل لك في التزوج بي؟
فقال لها: لي ابنة عم وهي زوجتي، وقد عاهدتها ألا أُغيرها، اى لااتزوج غيرها , ولي منها ولدٌ.
فقالت: قد رضيت أن تجيء إليّ في الأسبوع نوبتين مرتين.
فرضي الرجل، وقام معها، فعقد العقد، ومضى إلى منزلها، فدخل بها. ثم ذهب إلى منزله، فقال لزوجته: إنَّ بعض أصدقائي قد سألني أن أبيت الليلة عنده. وترك الرجل زوجته الاولى ومضى، فبات عند المرأة التى تزوجها حديثا . وكان يمضي كل يوم بعد الظهر إليها.
فبقي على هذا ثمانية أشهر. فأنكرت ابنة عمه أحواله فقالت لجارية لها: إذا خرج فانظري أين يمضي؟ تتبعيه وانظرى اين يذهب؟
فتبعته الجارية، فجاء إلى الدكان، فلمّا جاء الظُّهر قام، وتبعته الجارية، وهو لا يدري، إلى أن دخل بيت تلك المرأة الثانية وهى زوجته. فجاءت الجارية إلى الجيران فسألتهم: لمن هذه الدار؟
فقالوا: لصبيَّة قد تزوجت برجلٍ تاجر بزّاز.
فعادت إلى سيِّدتها، فأخبرتها، فقالت لها: إياك أن يعلم بهذا أحدٌ. تكتمى الامر ولا تتكلمى فيه .ولم تُظهِر لزوجها شيئًا.
فأقام الرجل تمام السنة، ثم مرض، ومات، وخلف ثمانية آلاف دينار، فعمدت المرأة التي هي ابنة عمه إلى ما يستحقه الولد من التركة، وهو سبعة آلاف دينار، فأفردتها وقسمت الألف الباقية نصفين، وتركت النصف في كيس، وقالت للجارية:
خذي هذا الكيس واذهبي إلى بيت المرأة، وأعلميها أنَّ الرجل مات، وقد خلف ثمانية آلاف دينار، وقد أخذ الابن سبعة آلاف بحقِّه، وبقيت ألف فقسمتها بيني وبينك، وهذا حقُّك، وسلِّميه إليها، فمضت الجارية، فطرقت عليها الباب، ودخلت، وأخبرتها خبر الرجل. وحدثتها بموته، وأعلمتها الحال، فبكت، وفتحت صندوقها، وأخرجت منه رقعة، وقالت للجارية:
عودي إلى سيدتك، وسلِّمي عليها عنِّي، وأعلميها أن الرجل طلقني، وكتب لي براءة، ورّدي عليها هذا المال، فإنِّي ما أستحق في تركته شيئًا( ).
هذا نموذج من النساء اللاتى عايشن وعشن فى كنف الاسلام وتحت رايته , لابد وان نتوقف معه متأملين لنتعلم كيف نحيا فى ظل الاسلام وبأخلاق الاسلام
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
بارك الله فيكم جميعا ورزقنى ورزقكم الاخلاص فى القول والعمل
وللموضوع بقية فإن قدر لى البقاء ان شاء الله استكملته معكم وان لم يقدر لى البقاء اسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة .
اخيكم فى الله ابو بهاء المصرى
امام وخطيب مسجد المختار
الحمد لله رب العالمين ، وصلاة وسلاما على اشرف المرسلين النبى الامى الامين عليه وعلى اله واصحابه واتباعه افضل الصلاة واتم التسليم
وبعد
اخوانى /تى فى الله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم التقى بكم لنتدارس موضوع جديد والموضوع عبارة حوار دار بينى وبين ابنتى , جلست تحاورنى فى امور عدة , وتشعبت بنا الطرق , وتناولنا اطراف الحديث فى موضوعات شتى , وكان من بينها تعطش الفتيات من بنات جنسها , الى معرفة امور دينهم , حتى اصبحن يتشربن كل ما يقال لهن او يلقى عليهن دون تمحيص او تفنيد , وهالنى ما قالته ابنتى من كلمات وكان من بين كلماتها ان قالت لى بالحرف الواحد , قالت أببى نحن كالاسفنجة نتشرب كل شىء , سواء كان غثا او سمينا , صالحا او طالحا , ضارا او نافعا , دون تمييز منا
ومن شدة وقع الكلمة وتأثيرها فى نفسى , ادركت انه لزاما على ان اتناول هذا موضوع بشىء من التوضيح لبيان الغث من الثمين فيما تعيشه ابنتى ومن على شاكلتها من بنات جنسها ...
من هنا اردت ان اناقش معكم هذه القضية وهى قضية المراة التى تشبه الاسفنجة ............... واسأل الله لى ولكم التوفيق والسداد والرشاد
اخوانى واخواتى / ابنائى وبناتى /
لقد تبوأت المرأة في الإسلام مكانًا عليًا في أسرتها ومجتمعها؛ فهي الأم التي تُربي الأجيال، وهي الزوجة المصون التي تشارك الرجل كفاحه وجهاده فى معترك الحياة.وهى الاخت الحنون ,. التى تحنوا على من حولها برقة قلبها
ومع مرور الزمان وتعاقب الايام عصفت ببعض النساء عواصف وفتن وشهوات فأصبحت المرأة منهن , تابعة لا متبوعة، ومَقُودة لا قائدة.
وهذه بعض المواقف التى تمر بها المرأة فى زماننا هذا
فالمرأة التى هى كالاسفنجه نموذج لحالات بعض النساء التي يؤلم النفس ، ويحزّ في الخاطر حالُهن وما صرن اليه .وما يعايشنه من مظاهر زائفة، وعادات وافدة، وأمور انتشرت، وطباع استشرت، حتى غلبت على الكثيرات منهن إلا من شاء الله. وأصبحت ذات الدين , وصاحبة الخلق , والثبات نادرة الوجود فى زماننا , حتى وان كن نرى البعض منهن يتحلين بالباس الاسلامى , ويظهرن امام عامة الناس بمظهرهن الايمانى الاسلامى , الا ان البعض منهن قد ابتعدن عن خلق الاسلام , فالاسلام جوهر ومظهر , ولابد من ان يدل المظهر على الجوهر , أما أن يكون المظهر طيب جميل والجوهر على عكس ذلك فهذا ما لايرضاه الاسلام لاهله واتباعه ولا حول ولا قوة الا بالله!!
اخوانى واخواتى فى الله : هذه بعض صفات المرأة الإسفنجية وواقعها لِتَرَيْ ابنتى وتحذري اختاه من أن تقتفي أثرها وتقعي في هاويتها. وإن كان بك بعض تلك الصفات فمن يحول بينك وبين العودة والتوبة والرجوع والأوبة الى الله تعالى. يكفي أنها كَشفت لك الحُجب، وأزالت عن سمائك السحب، وتنبهت لأمرٍ أنت عنه غافلة. جعلك الله هادية مهدية , تقية نقية .
وهذه صفة واحدة من صفات المرأة الاسفنجية كما يقال عنها وكما سمتها ابنتى
ابنتى يا ابنة الاسلام وحفيدة عائشة وفاطمة وزينب : لقد استمعتى كثيرًا إلى ما يهم أناقتك وجمالك وشعرك وأظافرك، بل وحتى حذاءك الذى تردينه فى قدميك !! ولكن هذه المرة استمعي إلى ما يُكتب لك على قلبك وروحك وجوهرك..
فعقلُك أهم من أناقتك نعم الاناقة شىء مطلوب منك لزوجك ولكن عقلك أهم ، وروحك التى تعملين على تطهيرها أهم من أظافرك التى تلونينها بالمانيكير ، وآخرتك التى اليها معادنا جميعا أهم من دنياك التى لا تدوم ولا تبقى لاحد من البشر , فما الدنيا الا كقطار ننتقل به من مكان الى مكان , فهى ليست دار قرار ولا استقرار انما هى دار ممر نعبر من خلاله الى دار المستقر . أليس كذلك؟!
إذًا اسمحي لي ابنتى أن أتحدث إليك في ايجاز وعلى عجالة. فقد استمعت الى الكثير عن كل شيء فى الحياة الدنيا , من امر الموضات وقصات الشعر والمكياجات وادوات التجميل الى اخر ما سمعتى من ملذات الحياة الدنيا , فاسمعي هذه المرة الى القليل .. والقليل!!لكى تحذرى وتكونى على بينة من امر دينك الذى ارتضاه الله لكى .
ابنتى الغاليه :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
ولا يكن قلبك مثل الإسفنجة يتشرب كل شيء، بل اجعله مثل الزجاجة ترى الحقائق من ورائها ولا يدخلها شيء، يأخذ ما ينفعه ويترك ما يضره، يأخذ الصالح ويترك الفاسد.
المرأة الإسفنجية امرأة ذات فراغ ديني وخواء فكري، تقبل التبعية وترضى بالانقياد دون تمييز ولا تمحيص. فقد تحولَّت إلى ما يشبه المادة الإسفنجية التي تمتص كل مادة سائلة ترد إليها؛ لا تفرِّق بين الماء النقي أو الكدر.
إنها تمتص الماء العذب الزلال وتمتص الماء الآسن. المرأة الإسفنجية يصدق على أفعالها وأقوالها وتصرفاتها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «لتتبِعُنَّ سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه».
وصدق صاحب المعجزات الباهرات؛ فقد حذا الكثيرات من بناتنا وشبابنا حذو القذة، بل ودخلوا جحر الضب وما خرجوا منه!!
أما المسلمة المؤمنة؛ صاحبة التميز والخلق الرفيع ؛ حفيدة عائشة وفاطمة وأسماء، فإنها تزن الأمور بميزان الشرع، وتنظر اليها بعين الدين، فما وافق قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم أخذت به ورضيت بل وعملت به ، و ما خالف قول الله ورسوله ، نبذته وراء ظهرها، وكرهته، بل ودعت إلى الحذر منه. هى متبعة فى ذلك قول الله تعالى : {وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }
اما المرأة الإسفنجية امرأة تسير دون دين ولاعلم،بل تتبع ما تميل اليه من الشهوات وما تأمره بها نفسها الامارة بالسوء , يقول سبحانه : { ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها } ولننظر سويا لهذه المرأة فها هي منذ أن استقرت في منزل زوجها وهي تغزل أمرها وتدبر حيلتها وتعمل جاهدة ان تجعل زوجها يدور فى دائرتها ويعمل لها وبها، حتى إذا استوت في قلب زوجها أو قاربت , بدأت تتقرَّب إليه وتجذبه اليها بأمور قد لا تليق بها فنرى البعض منهن اقول البعض , يتقربن الى الزوج عن طريق تشويه صورة أهله على شكل معين فهى في كل شهر تنقل له كلمة واحدة او كلمتين عن اهلة وعشيرته , ليصل إلى أذنه جرعات بسيطة وعلى فترات بعيدة .
ما يكدر خاطره ويسيء فهمه ناحية اهله وعشيرته. حتى اذا ما تيقن لها وقوع ذلك في قلبه وأنه صار مَطِيَّة لها واصبح يستمع لها , بدأت تضاعف الجرعات السامة التى تلقيها اليه , لتسكن في قلبه بقصد التقرب إليه ,محاولة بذلك أن يكره أهله ويبتعد عنهم , ويتقرب إليها ويشعر أنها الوحيدة الصادقة المُحبة له..
وبعد حين من ادعاء المحبة؛ بل في شهور فقط بدأ يتناسى عشرين عامًا أو تزيد مع أهله.. فبعد سنين المحبة والمودة بدأ الكره لاهله يسكن فى نفسه , فنراه يكره أخاه اوأخته ثم إمه وأبيه .. وقس على ذلك .
فنراها تصور له انهم قد اجتمعوا عليه, يكيدون له ويحيكون له المؤامرات كما أوهمته فكانوا في نظره ألدَّ أعدائه وأشد خصمائه!! شهور وهي تُسقيه ذلك المُغفل بسُمٍ زعاف وكأس حنظل.
أما إن كان الرجل ذا عقل وحصافة وحسن إدراك فإنه ينهرها منذ الخطوة الأولى ويقطع عليها الطريق ولا يعوِّدها على الغيبة والنميمة وفي مَنْ؟! في أحب الناس إليه، وأكثرهم حقًا عليه!!
وهذه المرأة الإسفنجية ، نراها قاصرة النظر؛ فربما عاد الرجل لرشده، وهذا غالبًا مايكون، أو حصل نزاع وخلاف بين الزوجين، وهذا مألوف، فتكون الإسفنجة في مهبِّ الريح؛ لا تجد سندًا لها من أهله، ولا تجد معينًا منهم؛ وإن أدرك الرجل، ولو بعد حين، سوءَ طويتها ودناءة خلقها فنراه وقد انقلب عليها وسامها بل وسقاها من نفس الكأس الذى كانت تسقيه منه.
اما عن السيئات والذنوب التى كانت ترتكبها وهى لاتدرى او تدرى ,فيكفي انها كانت تعمل على قطيعتها للرحم وتشويش الخواطر وتكدير النفوس. وما الغيبة والنميمة إلا لتلك طريقٌ؛ وبئس الوقود إلى الآخرة.
وفي نهاية المطاف لا ظهرًا ركبت ولا أمرًا أدركت!! وهل يجنى من الشوك إلا الحنظل؟!
وتعالوا لنتأمل جميعا هذا النموذج الطيب من النساء :
كان ببغداد رجل بزَّاز { والبزاز هو تاجر الاقمشة } له ثروة، فبينما هو في حانوته او محل تجارته اذ أقبلت إليه صبية فالتمست منه شيئًا تشتريه. فبينما هي تحادثه كشفت وجهها في خلال ذلك، فتحيَّر من امرها ، وقال: قد والله تحيرت مما رأيت.
فقالت: ما جئت لأشتري شيئًا، إنما لي أيام أتردد إلى السوق ليقع بقلبي رجل أتزوجه،تبحث عن رجل تتزوجه , وقد وقعت أنت بقلبي، ولي مالٌ، فهى لاتحتاج الى رجل للانفاق عليها , فهى عندها من المال الكثير , ولكنها تريد زوجا لها تأنس به ويأنس بها , وسألته قائلة له , فهل لك في التزوج بي؟
فقال لها: لي ابنة عم وهي زوجتي، وقد عاهدتها ألا أُغيرها، اى لااتزوج غيرها , ولي منها ولدٌ.
فقالت: قد رضيت أن تجيء إليّ في الأسبوع نوبتين مرتين.
فرضي الرجل، وقام معها، فعقد العقد، ومضى إلى منزلها، فدخل بها. ثم ذهب إلى منزله، فقال لزوجته: إنَّ بعض أصدقائي قد سألني أن أبيت الليلة عنده. وترك الرجل زوجته الاولى ومضى، فبات عند المرأة التى تزوجها حديثا . وكان يمضي كل يوم بعد الظهر إليها.
فبقي على هذا ثمانية أشهر. فأنكرت ابنة عمه أحواله فقالت لجارية لها: إذا خرج فانظري أين يمضي؟ تتبعيه وانظرى اين يذهب؟
فتبعته الجارية، فجاء إلى الدكان، فلمّا جاء الظُّهر قام، وتبعته الجارية، وهو لا يدري، إلى أن دخل بيت تلك المرأة الثانية وهى زوجته. فجاءت الجارية إلى الجيران فسألتهم: لمن هذه الدار؟
فقالوا: لصبيَّة قد تزوجت برجلٍ تاجر بزّاز.
فعادت إلى سيِّدتها، فأخبرتها، فقالت لها: إياك أن يعلم بهذا أحدٌ. تكتمى الامر ولا تتكلمى فيه .ولم تُظهِر لزوجها شيئًا.
فأقام الرجل تمام السنة، ثم مرض، ومات، وخلف ثمانية آلاف دينار، فعمدت المرأة التي هي ابنة عمه إلى ما يستحقه الولد من التركة، وهو سبعة آلاف دينار، فأفردتها وقسمت الألف الباقية نصفين، وتركت النصف في كيس، وقالت للجارية:
خذي هذا الكيس واذهبي إلى بيت المرأة، وأعلميها أنَّ الرجل مات، وقد خلف ثمانية آلاف دينار، وقد أخذ الابن سبعة آلاف بحقِّه، وبقيت ألف فقسمتها بيني وبينك، وهذا حقُّك، وسلِّميه إليها، فمضت الجارية، فطرقت عليها الباب، ودخلت، وأخبرتها خبر الرجل. وحدثتها بموته، وأعلمتها الحال، فبكت، وفتحت صندوقها، وأخرجت منه رقعة، وقالت للجارية:
عودي إلى سيدتك، وسلِّمي عليها عنِّي، وأعلميها أن الرجل طلقني، وكتب لي براءة، ورّدي عليها هذا المال، فإنِّي ما أستحق في تركته شيئًا( ).
هذا نموذج من النساء اللاتى عايشن وعشن فى كنف الاسلام وتحت رايته , لابد وان نتوقف معه متأملين لنتعلم كيف نحيا فى ظل الاسلام وبأخلاق الاسلام
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
بارك الله فيكم جميعا ورزقنى ورزقكم الاخلاص فى القول والعمل
وللموضوع بقية فإن قدر لى البقاء ان شاء الله استكملته معكم وان لم يقدر لى البقاء اسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة .
اخيكم فى الله ابو بهاء المصرى
امام وخطيب مسجد المختار